صور ورسومات تروي تاريخ اليونيفيل المشترك على مدى ٤٠ عاماً في جنوب لبنان

أحد موظفي الشؤون المدنية في اليونيفيل خلال حديث حول الصور المعروضة مع مجموعة من التلاميذ الذين زاروا المعرض.

فتاة لبنانية تقف أمام صورة التقطت بعدسة المصور الصحفي محمد زعتري تم عرضها في معرض شمل صوراً فوتوغرافية ومقاطع فيديو نظمته اليونيفيل في مدينة صور.

رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري الى جانب ممثل عن القوات المسلحة اللبنانية خلال شرائهم بعض المنتجات من التعاونيات النسائية المشاركة، في باحة المعرض.

تلاميذ من مختلف المدارس في جنوب لبنان زاروا معرض الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو الذي نظمته اليونيفيل لمعرفة كيف تعمل اليونيفيل من أجل السلام.

رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام يتقدم بالشكر من زملائه في برنامج الأمم المتحدة للمساعدة في مجال الألغام على مشاركتهم في التوعية من مخاطر الألغام، والتي شكلت جزءا من معرض الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو الذي نظمته اليونيفيل.

أحد أفراد الكتيبة الصربية العاملة في إطار اليونيفيل يقرأ المعلومات عن خوذة استخدمها أحد جنود حفظ السلام الفرنسيين التابعين لليونيفيل وتعود الى العام ١٩٧٨.

تلاميذ من احدى مدارس المنطقة يتبادلون الحديث مع إحدى جنديات حفظ السلام من الكتيبة الاندونيسية.

أحد التلاميذ يدوّن مشاركته على سجل الزوار في معرض الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو الذي نظمته اليونيفيل بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس اليونيفيل.

previous next
27 مارس 2018

صور ورسومات تروي تاريخ اليونيفيل المشترك على مدى ٤٠ عاماً في جنوب لبنان

في غرفة صغيرة داخل مبنى "بيت المدينة" في مدينة صور الجنوبية، كانت رسوم الحمامات البيضاء والأشجار الخضراء وشروق الشمس والأسوار المكسورة والطيور المحلّقة والأشخاص الذين يجمعون محاصيلهم من الحقول محط جذب لافت للانتباه. 
 
ازدهت كل الرسومات بلمسات من الألوان المشرقة والساحرة على يد طلاب شباب لتروي قصة رحلة بدأت منذ ٤٠ عاماً تشاركها سكان جنوب لبنان جنباً الى جنب مع اليونيفيل. وكانت الرسومات نقطة جذب رئيسية في المعرض الذي نظمته اليونيفيل الأسبوع الماضي وشمل صوراً فوتوغرافية ومقاطع فيديو.
 
مئات الرسومات التي عرضت كانت من ابداع تلاميذ أتوا من ٢٥ مدرسة، الى جانب ٦٢ صورة فوتوغرافية، كل منها تحدثت عن نفسها، حيث أخبرت قصصاً مذهلة عن جنوب لبنان الذي شهد تحولا كبيرا منذ انتشار اليونيفيل في عام ١٩٧٨. كما روت قصص المآسي والحروب والمصاعب والتعاون بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل والعمل الجاد والازدهار.
 
ومن بين الصور المعروضة، كان هناك نحو 20 صورة التقطت بعدسات مصورين صحافيين لبنانيين، من بينهم علي حشيشو ومحمود الزيات ومحمد زعتري وثناء عطوي، الى جانب عدد من الصور التقطت بعدسات مصوري الأمم المتحدة.
 
المعرض، الذي استمر على مدى خمسة أيام، افتتحه رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري في ١٩ آذار، وهو اليوم الذي تأسست فيه اليونيفيل في عام 1978. وفي كلمة للمناسبة، قال اللواء بيري ان "هذه الصور تسترجع الماضي الأليم الذي عانى منه سكان الجنوب مع الالاف من جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل".
 
وأضاف: "هذه الصور تروي قصة سكان الجنوب خلال سعيهم الى مستقبل واعد. وآمل أن تبقى صور الدمار والفوضى على صفحات كتب التاريخ حصراً كي تعي الأجيال القادمة تكلفة النزاع". 
 
أحد عوامل الجذب الرئيسية الأخرى في المعرض كان تلك النسخة المطابقة لمهمة خطرة تضطلع بها اليونيفيل وتتمثل في انقاذ حياة الناس – حيث تنفذها بالتعاون مع دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS)  والمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام (LMAC) – ونعني بها مهمة تطهير مساحات شاسعة من الأراضي في جنوب لبنان من الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب.
 
والمكان الذي أقيم فيه المعرض، أي "بيت المدينة" الذي تم بناؤه منذ نحو سبعة قرون بجوار الآثار الفينيقية، كان بحدّ ذاته نقطة جذب.
 
كوثر عمرة، وهي تلميذة من مدرسة القليعة الرسمية ومن بلدة كفر شوبا، أشارت إلى لوحتها وقالت: "لقد رسمت السلام الذي نشرته اليونيفيل في المنطقة بأكملها. اليونيفيل تجعلنا نشعر بالأمان وتحمينا من العديد من المخاطر. لقد ساعدوا العديد من الأشخاص في الكثير من المجالات، سواء كان هؤلاء الأشخاص مزارعين أو مسنين أو مرضى". 
 
وإذ أعجبت ابنة الأربعة عشر عاماً بما رأته في المعرض، تابعت كوثر حديثها بالقول: "يلقي هذا المعرض الضوء على قصص لم تسنح لنا الفرصة لنطلع عليها من قبل".
 
وفي حديث آخر تطغى عليه معاني البراءة والنقاء، تحدثت راما صبرا، وهي تلميذة تبلغ ست سنوات من العمر من مدرسة الجعفرية في صور، فقالت إنها أحبت بشكل خاص صورة جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل وهم يعملون على وضع البراميل على طول الخط الأزرق. وتابعت: "يعمل الجميع معاً ويداً بيد. لقد أحببت كل الصور في المعرض لأنها التقطت على أرض وطني".
 
أحد زوّار المعرض كان مدير مدرسة صديقين الرسمية الأستاذ محمود بلحص، حيث توقّف لعدة دقائق أمام صورة بدا فيها رجل عجوز يستريح على مرتبة، ترتسم في عينيه نظرة عميقة، يحمل في يده سيجارة، ويضع أمامه جهاز راديو. 
 
وفي تعليقه على الصورة، قال الأستاذ بلحص: "لقد رأيت ذكرياتي وتاريخي ولحظات الماضي في هذه الصورة".
 
وفي حديثه عن الماضي، استعاد الأستاذ بلحص ذكرياته مع جنود اليونيفيل، فقال: "بما أن مدرستنا كان فيها صفوف لتعليم اللغة الفرنسية، قمنا ببناء صداقة مع جنود حفظ السلام الفرنسيين الذين انتشروا في قريتي (صديقين)". كما استذكر على سبيل الدعابة ما حصل معه في احدى الامسيات عندما طلب أحد جنود حفظ السلام حوالي ستة أكواب من الشاي أثناء الدردشة التي امتدت لساعات. وأضاف الأستاذ بلحص ممازحاً: "أحسست بأن تلك كانت المرة الأولى التي يتذوق فيها الشاي".
 
وفي ملاحظة أكثر جدية، قال الأستاذ بلحص إن جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل لطالما كانوا سفراء جنوب لبنان إلى العالم، حيث نشروا الصورة الجيدة لشعبٍ محبّ للسلام. وأضاف: "تساعد اليونيفيل في ابراز الصورة الحقيقية لسكان جنوب لبنان. هم سفراؤنا لقول الحقيقة".
 
وفي غرفة ثالثة داخل بيت المدينة، وقفت فاطمة زين من بلدة العباسية تحدّق في صورة تعكس الحزن الذي شهده الشعب اللبناني في قانا.
 
وبكثير من المشاعر العارمة قالت السيدة فاطمة: "لقد انجذبت إلى صورة قانا التي مسّت قلوب الجميع. عملت اليونيفيل في ذلك الوقت (في العام ١٩٩٦) بجد لمساعدة الناس. كانوا يهرعون من جهة إلى أخرى لتقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة. 
 
لم يغادروا المكان وظلوا حيث هم لإنقاذ حياة الناس". كانت تتحدث عن قصف مركز لليونيفيل في قانا في نيسان ١٩٩٦، مما أسفر عن مقتل أكثر من ١٠٠ شخص وإصابة العشرات.
 
-----------------------------------------------------------------
مقال: هبا منذر
كاميرا فيديو: سوزان بدرالدين، محمد حمزة 
محرر فيديو: سوزان بدرالدين
تصميم: زينة عزالدين
صورة: باسكال غوريز
موسيقى: ديكستر برياتين
ترجمة: هبا منذر، اديب الموسى
-----------------------------------------------------------------