عمليات اليونيفيل

من أجل تنفيذ ولايتها التي حددها مجلس الأمن الدولي في القرار 1701 (2006)، تنفذ اليونيفيل مجموعة من العمليات في جميع أنحاء منطقة عملياتها بين نهر الليطاني شمالاً والخط الأزرق (خط إنسحاب الجيش الإسرائيلي) جنوباً. وتشمل هذه العمليات دوريات ليلية ونهارية، وضع نقاط مراقبة، رصد الخط الأزرق والقيام بإزالة الذخائر غير المنفجرة والقنابل العنقودية.

خط الإنسحاب – ويسمى أيضاً بالخط الأزرق - تم تحديده في عام 2000 من قبل الأمم المتحدة، بالتعاون مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين، لغرض تأكيد إنسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بما يتفق مع قرار مجلس الأمن 425 (1978). الخط الأزرق ليس حدوداً بين لبنان وإسرائيل.

وضمن هذا الإطار، تعمل اليونيفيل كقوة دعم للقوات المسلحة اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن ضمان الأمن في المنطقة. في أعقاب حرب عام 2006، قررت حكومة لبنان نشر 15.000 جندي من القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب، بما في ذلك في منطقة عمليات اليونيفيل. وفي الوقت نفسه، أجاز مجلس الأمن زيادة عديد قوة اليونيفيل إلى حد أقصى قدره 15.000 جندي. وبالإضافة إلى مسؤولية رصد وقف الأعمال العدائية، شملت ولاية اليونيفيل، من بين أمور أخرى، مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء إنتشارها في جميع أرجاء جنوب لبنان. وهذا الإنتشار التاريخي للقوات المسلحة اللبنانية، التي تعمل في جنوب لبنان للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، سرعان ما تم تحقيقه بدعم من اليونيفيل.

التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية

تجدر الإشارة إلى أن التعاون الوثيق بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية هو المفتاح لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006)، والقرار المذكور يهدف إلى ضمان بيئة سليمة وآمنة في جنوب لبنان، و"إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين وموجودات وأسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل". 

وفور إنتشار القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب، الذي تزامن مع إنسحاب الجيش الإسرائيلي وتوسيع مهام اليونيفيل، أنشأت القوات المسلحة اللبنانية وقوة اليونيفيل آليات عمل لتنسيق أنشطتهما العملياتية بشكل وثيق، مثل الدوريات ونقاط التفتيش، في منطقة عمليات اليونيفيل.

 

وقد أشار مجلس الأمن لما تحقق من نتائج عندما جاء في القرار 1773 (2007) أن نشر قوة اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والخط الأزرق "ساعد على إقامة بيئة إستراتيجية جديدة في جنوب لبنان"، ودعا اليونيفيل لمزيد من التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية خلال إضطلاعها بولايتها.

 

منذ بداية عام 2008، واصلت قوة اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية تكثيف تعاونهما وتجاوزا التنسيق بينهما في أنشطتهما العملياتية إلى القيام بأنشطة مشتركة على أساس يومي. وتشمل هذه الأنشطة أنواع مختلفة من الدوريات النهارية والليلية في جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل وعلى طول الخط الأزرق، ووضع نقاط تفتيش، بالإضافة إلى عمليات إستعادة وتدمير الأسلحة، الذخائر والبنية التحتية التي خلّفتها النزاعات السابقة. 

وتجري اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية عمليات مراجعة منتظمة لتعاونهما بغية تقييم النتائج وتحديد المجالات التي يمكن تعزيز التعاون فيها.

 

المناورات والتدريب

بمعزل عن أنشطتهما العملياتية بغية تنفيذ المهام المولجة بكل منهما، فإن اليونيفيل والجيش اللبناني يقومان أيضاً بمناورات عسكرية مشتركة، أنشطة تدريبية وتبادل خبرات بينهما من خلال برنامج محاضرات مشترك. كما يتم التخطيط لأنشطة التدريب والمناورات بشكل مشترك. 

وتتم المناورات المشتركة بين القوتين على مستويات الكتيبة، القطاع ومقر القيادة. وتشمل المناورات المشار إليها تدريبات على إطلاق نيران المدفعية، البحث والإنقاذ، الإصابات الجماعية وغيرها من التدريبات التي تهدف إلى التأهب للطوارئ. وتستكمل المناورات العسكرية ببرنامج تبادل محاضرات بين ضباط القوات المسلحة اللبنانية وقوة اليونيفيل تتناول مواضيع تتراوح بين العسكرية المحضة (مثل هيكلية القوات المسلحة اللبنانية، النظرية والتطبيق، التوعية من مخاطر الألغام، وتدابير حماية القوة) إلى القضايا الإجتماعية والسياسية (مثل خصائص لبنان الإجتماعية). وتساعد هذه الأنشطة على تعزيز الأساس المفاهيمي للتعاون في مجال العمليات، تمكين تبادل الخبرات المهنية وتسهيل فهم البيئة المحلية بطريقة أفضل.

كما تشارك اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية معاً في حلقات عمل وحلقات دراسية لدراسة قضايا مثل إدارة الصراع والوعي بين الثقافات، الإصابات الجماعية، وأنواع مختلفة من التخطيط لحالات الطوارئ، إضافة إلى قضايا تتعلق بالكوارث الطبيعية. كذلك يشارك ضابط في القوات المسلحة اللبنانية في التدريب التعريفي المنتظم لطواقم موظفي اليونيفيل المدنيين والعسكريين ويقدم محاضرة عن القوات المسلحة اللبنانية.

 

فريق المراقبين في لبنان

يساعد اليونيفيل في تنفيذ ولايتها نحو 50 مراقباً عسكرياً من حواي 20 دولة مشاركة كجزء من ’فريق المراقبين في لبنان‘ (OGL). والفريق عبارة عن بعثة مراقبة عسكرية غير مسلّحة تابعة للأمم المتحدة، وهو موجود في لبنان منذ عام 1949 كجزء من ’هيئة مراقبة الهدنة‘ التابعة للأمم المتحدة (UNTSO). ويقوم المراقبون العسكريون بدوريات في القرى وعلى طول الخط الأزرق كإجراء لبناء الثقة في المنطقة، ويعملون في تماس وثيق مع السكان المحليين.

 

الخسائر البشرية في جنوب لبنان منذ حرب عام 2006

أدت الذخائر العنقودية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة إلى مقتل 27 مدنياً وإصابة 234 في جنوب لبنان. وتسببت الحوادث التي وقعت خلال أعمال إزالة الألغام في مقتل 14 وإصابة 41 من العاملين في نزع الألغام. ونتيجة لأنشطة التوعية من مخاطر الألغام إنخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير منذ النزاع، ومنذ ربيع عام 2008 يتراوح عدد الإصابات بين 0 إلى 2 شهرياً.

 

 

أنشطة إزالة الألغام في اليونيفيل: على الصعيدين التنفيذي والإنساني 

عنصر من فرقة نزع الألغام الصينية في اليونيفيل يقوم بنزع لغم في جنوب لبنان.

في هذا المجال، يُسهم خبراء المتفجرات وطواقم نزع الألغام في اليونيفيل في تسهيل حركة القوة من خلال إزالة جميع الذخائر والألغام غير المنفجرة التي يمكن أن تؤثر على حركة وأمن أفراد اليونيفيل. وبالإضافة إلى ذلك، يشاركون في الأنشطة الإنسانية لإزالة الألغام دعماً لدائرة الأمم المتحدة المتعلقة بالألغام (UNMAS).

كما يتم الإستعانة بفرق المهندسين العسكريين وفرق إزالة الذخائر غير المنفجرة لتطهير المناطق الملوثة بالذخائر العنقودية في جنوب لبنان وغيرها من الذخائر الأخرى غير المنفجرة كقنابل الطائرات، الصواريخ والقذائف. ويتم تسليم الأرض لأصحابها بعد تطهيرها.

ينتمي خبراء المتفجرات وإزالة الألغام الى الدول التالية: كمبوديا، الصين، فرنسا وإيطاليا.

ومنذ حرب عام 2006، ساهمت طواقم نزع الألغام في اليونيفيل في تطهير 4.8 مليون متراً مربعاً من الأرض وأزالت 34.000 قذيفة غير منفجرة ولغم في جنوب لبنان. ومع ذلك، فإن ما يقدر بنحو 425،000 من الألغام الأرضية ما زالت تشكل تهديدا للمجتمعات المحلية ويبقى أكثر من 18 كيلومترا مربعا من الأراضي الملوثة بالقنابل العنقودية ..

 

الإجتماع الثلاثي

فور دخول وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ في 14 آب 2006 وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، إجتمع قائد اليونيفيل مع كبار ممثلي القوات المسلحة اللبنانية والجيش الاسرائيلي. وقد عُقد الإجتماع داخل موقع اليونيفيل على معبر رأس الناقورة على الخط الأزرق لمناقشة تنفيذ إتفاق وقف الأعمال العدائية تطبيقاً للقرار المذكور، إضافة إلى مناقشة موضوع إنسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان. 

وعلى مدى الأسابيع التالية، إجتمعت اللجنة الثلاثية بشكل متكرر لتنسيق عملية إنسحاب الجيش الإسرائيلي وما سيليه من إنتشار للقوات المسلحة اللبنانية. وبعد إتمام إنسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان - بإستثناء جزء من قرية الغجر شمال الخط الأزرق ومنطقة صغيرة متاخمة له - لا تزال الإجتماعات تتواصل بشكل دوري في مواعيد يتفق عليها الطرفين. وهذه الإجتماعات بمثابة آلية أساسية لبناء الثقة بين الطرفين تهدف إلى تعزيز الإرتباط والتنسيق، فضلاً عن معالجة المسائل الأمنية والعسكرية العملياتية الرئيسية. ومن بين المواضيع الأخرى التي يتم التباحث فيها القضايا ذات الصلة بتنفيذ القرار 1701، خروقات الخط الأزرق، ونتائج تحقيقات اليونيفيل في الحوادث. 

وفي هذا الإطار، ناقشت اللجنة الثلاثية آلية ترتيبات الإرتباط والتنسيق بين اليونيفيل والجيشين اللبناني والإسرائيلي التي تم الإتفاق عليها في نيسان 2007، والتي إلتزم الطرفان بموجبها تقديم معلومات عن المواقع والإنتشار، توثيق آليات الإرتباط، وإنشاء خط ساخن بين قائد قوة اليونيفيل وضباط معيّنون في القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي.

كما إنخرط الطرفان، وإلتزما، في تنفيذ مشروع رائد لوضع علامات بصرية على أرض الخط الأزرق تهدف إلى الحد من عدد الخروقات غير المتعمدة وبناء الثقة بين الطرفين. وتنفذ اليونيفيل المشروع بالإشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي.

 

آخر تحديث: ١٠ حزيران ٢٠١٦