هل النساء من أفضل الوسطاء؟
في عام 2021، عمل قسم الشؤون المدنية في اليونيفيل ووحدة استشارات النوع الاجتماعي بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدعم تدريب الوساطة النسائية الذي يهدف إلى تعزيز قدرة النساء على التفاوض والتوسّط في القضايا المحلية التي تهم مجتمعاتهن.
ساعد هذا التدريب الخاص، الذي تم دعمه من خلال أحد المشاريع ذات الأثر السريع التي تنفذها اليونيفيل، على إنشاء شبكة وساطة نسائية محلية في محافظة النبطية بجنوب لبنان.
وفقًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن مشاركة المرأة في الوساطة أمر ضروري لتحقيق سلام دائم وإيجابي، والذي يتجاوز مجرد إسكات البنادق.
ومع ذلك، في عالم يهيمن عليه الذكور، تكافح المرأة لكي تُسمع صوتها لأطراف النزاع، ولا تزال مهمشة على طاولة المفاوضات، وتشكل نسبة النساء 2٪ فقط من الوسطاء في عمليات السلام الرئيسية.
في حالة شبكة الوساطة النسائية في النبطية، ينصبّ التركيز على إدارة النزاعات المحلية ومنعها. يجب أن يبدأ السلام أولاً على مستوى القاعدة الشعبية، في المنزل، وفي المجتمع.
تم تدريب ما مجموعه 22 مشاركة على مختلف مهارات وأساليب التفاوض والوساطة بشأن القضايا المحلية. من بين موضوعات التدريب، تحليل النزاعات وإدارتها، وتخطيط المبادرات والحملات، وأساسيات التفاوض، واستكشاف تأثير لغة الجسد، وحلّ المشكلات بشكل تعاوني، وحلّ النزاعات عملياً.
إحدى المشاركات، السيدة زهوي، وهي مسؤولة رعاية اجتماعية متمرسة، سلّطت الضوء على قيمة هذا التعلّم المستمر وشددت على فائدة المهارات المكتسبة حديثاّ في تعاملاتها مع مجموعة واسعة من المحاورين، سواء كانوا موظفين أو شركاء أو زبائن. المهارات الجديدة تساعدها في الحفاظ على موقف منفتح، دون تحيّز، والسيطرة الفعّالة على المشاعر وردود الفعل، وقبول اختلاف الرأي.
وفي السياق، معلّمة محلية شاركت أيضاً في التدريب تحدثت عن كيفية الاستفادة من مهارات الوساطة عند تسوية الخلافات في الرأي أو الخلافات الصغيرة بين الطلاب. كما لاحظت كيف أن التدريب زاد من تعاطفها وتفهمها لجميع الأطراف المنخرطة في النزاع.
تخرّجت 22 مشاركة من الدورة التدريبية للوساطة في 25 حزيران 2022 بحضور ممثلين عن الشؤون المدنية في اليونيفيل، وقائد القطاع الشرقي في اليونيفيل العميد إغناسيو أولزابال إلورز، وأعضاء من الكتيبة الإسبانية في اليونيفيل، الى جانب حشد من الحضور.
لا يقتصر السؤال على ما إذا كانت المرأة وسيط أفضل أم لا، ولكن، وكما تقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن النساء شريكات أساسيات في الانتعاش الاقتصادي والتماسك الاجتماعي والشرعية السياسية، ويمكن أن تساعد مشاركة المرأة في عملية الوساطة في ضمان مشاركة عدد أكبر ومتنوّع من أعضاء المجتمع في حلّ النزاعات وصنع السلام.