أنشأت اليونيفيل الشهر الماضي فريقاً خاصاً مؤلفاً من جنديات وموظفات في بعثة حفظ السلام للتأكد من اعتماد منظور النوع الاجتماعي (الجندر) لدى تعاطي مختلف وحداتها مع السيدات في المجتمعات المضيفة.

وفريق الدعم والتقويم/التحليل المتعلق بشؤون المرأة (FAST) الذي أنشأه مكتب شؤون الجندر في اليونيفيل، مؤلف من ٢١ جندية وموظفة مدنية في اليونيفيل وُزِّعنَ في مختلف أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل. وقد خضع كلّ شخص في هذا الفريق للتدريب وهنّ على جهوزية لتأمين حضور نسائي ضمن وحدات اليونيفيل في الأمكنة ذات الخصوصية الثقافية.

خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من انطلاق المشروع، عُقِد العديد من الاجتماعات بين الفريق ومجموعات النساء اللواتي يسكنّ في قرى جنوب لبنان. وقد لاقى المشروع استحساناً جيداً، وفق مكتب شؤون الجندر في اليونيفيل.

موظفة مكتب شؤون الجندر رنا رحّال حضرت هذه اللقاءات الأولى وقالت إنها فخورة بكونها جزء من هذه المبادرة.

تقول رحّال: " النساء المحليات تقاربن مع جنديات حفظ السلام، حيث عبّرن عن مخاوفهنّ المتعلقة بالسلامة وطلبن الدعم في أمور صغيرة جداً ولكنها مهمّة بالنسبة إليهنّ. والأهم أنّهنّ أعربن عن سرورهنّ. إحدى المواطنات ذهبت إلى حدّ القول إنها تدرك أن قيادة اليونيفيل أسّست FAST خصيصاً لهنّ."

تسعى اليونيفيل إلى أن يكون النوع الاجتماعي في صميم عملها، وقد ثبت سابقاً أنّ حضور الإناث في بعثة حفظ السلام يسمح للبعثة بالتعاطي والتقارب بشكل أكبر مع النساء اللواتي يقمن في المجتمعات المحيطة. والأمر ينطبق على جنوب لبنان. هنا، لفت بعض النساء الى أنهن يشعرن براحة أكبر للتحدث عن معلومات ومخاطر ذات حساسية ثقافية لغيرهنّ من الإناث العاملات في بعثة حفظ السلام.

في اليونيفيل، تبلغ نسبة جنديات حفظ السلام ٣ بالمئة فقط، ولكن بعض الوحدات العسكرية لا تتضمن أي عنصر نسائي على الإطلاق. هذا ما صُمِّمَ مشروع FAST لمعالجته وحرص على تواجد العنصر النسائي على الدوام، خصوصاً لدى التعاطي مع أمور حسّاسة.

سيقدّم فريق FAST الدعم والتواصل حول أي مسألة وسيتدخل عند اللزوم. والفريق موجود لهدف مزدوج: أولاً، لمنح النساء في المجتمع فرصة استشارة إحدى العاملات في بعثة اليونيفيل لحفظ السلام، وثانياً، لمنح اليونيفيل منظوراً جديداً أكثر شمولية حول السلامة والأمن.

بعد حضورها أحد هذه الاجتماعات، تقول الجندية الإيطالية في اليونيفيل، الرائد فالنتينا فلوريس المشارِكَة في فريق FAST: "هؤلاء النساء يهتممن جداً بمستقبل بلدهنّ وهنّ يرغبن بشدّة في أن يكنّ جزءاً منه." وتتابع قائلة: "نعمل حيث عانت المرأة كثيراً، أو حيث تشعر بالقمع، ونقدم لها فرصة حقيقية للتعبير عن رأيها والمساهمة بشكل فاعل في الحياة العامة في قريتها."

----------------------------------------------------------------
محرر مقال: اوبين اوسوليفان
صورة: بالا بييترو، مينيرفينو جياندومينيكو
----------------------------------------------------------------