"باص السلام" يجول جنوباً حاملا معه ثقافة وفنون

"باص السلام المتنقل" يصل الى قانا لعرض نشاطات فنية وثقافية

يعرض هذا المشروع أفلام مستقلة في مختلف القرى والبلدات الجنوبية

الى جانب السينما، يقدم "باص السلام" النشاطات المسرحية

احدى المشاركات من بلدة تبنين خلال تقديمها الغناء مع الفرقة الموسيقية المرافقة

مدرّبون خلال العرض الموسيقي في بلدة تبنين في جنوب لبنان

المشاركون في ورشة العمل الفني في تبنين يتعلمون مهارات المسرح الدرامي

previous next
10 سبتمبر 2018

"باص السلام" يجول جنوباً حاملا معه ثقافة وفنون

إنه فصل الصيف في مدينة صور بجنوب لبنان، وهي المدينة التي تبدأ منها جولة التّعرف على لبنان.

من المدينة التي تستضيف تاريخ الفينيقيين والرومان والبيزنطيين وغيرهم، ينطلق "باص السلام" كل يوم تقريباً من مسرح إسطنبولي - سينما ريفولي في صور- ويتجه إلى القرى الجنوبية الواقعة ضمن نطاق مدينة صور وبنت جبيل وجبل عامل، وكل ذلك جزء من مهمة واحدة تهدف إلى تعزيز الفنون والثقافة.

ويأتي ذلك في اطار مهرجان السينما الثقافي بعنوان "تعرف على لبنان من خلال السينما المتنقلة عبر باص السلام في جنوب لبنان".

يقلّ "باص السلام المتنقل" - المزين برسومات لأيقونات الفنون اللبنانية - الأطفال من المدن والبلدات  الجنوبية، إلى جانب فريق تيرو للفنون، حيث يتوقف في البلدات لعرض أنشطته الثقافية.

يتضمن المهرجان عرض أفلام من ٢٠ دولة وأفلام وثائقية ورسوم متحركة وعروض مسرحية، الى جانب رسومات قام برسمها الأطفال في القرى الجنوبية تصوّر تقاليد ولوحات مقتبسة من الجنوب.

مؤسس جمعية تيرو للفنون، قاسم إسطنبولي، قال: "قد قمنا بزيارة ٢٠ بلدة حتى الآن – أي بمعدل زيارة بلدتين في الأسبوع – ونقوم بقضاء حوالي ساعتين في كل منها".

بعض هذه القرى هي العباسية، برج رحال، دير قانون  النهر، دير قانون رأس العين، القليلة، صريفا، شمع، أرزون، الناقورة، قانا وتبنين.

تلقى هذا المشروع الدعم من عدة جهات، بما في ذلك اليونيفيل، ووزارتي الثقافة والسياحة، ورابطة تيرو للفنون.

رئيسة مركز الشباب والهيئات المحلية في وزارة السياحة، بترا عبيد، علقت بالقول: "يتألف المشروع من تطوير وخلق مواد سياحية يمكن أن تساعد في ترويج وتسويق جنوب لبنان كمنطقة سياحية، مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن جنوب لبنان يفتقر إلى هذا النوع من التسويق السياحي".

وأضافت: "الهدف هو وضع القرى في جنوب لبنان تحت دائرة الضوء كمناطق سياحية، ويتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع البلديات واليونيفيل."

تعمل جمعية تيرو للفنون منذ العام ٢٠١٢. وتجمع الجمعية بين الشباب من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية والعرقية بهدف بناء الفنون وخلق مساحات آمنة للتواصل حيث يحترم الافراد الرأي الآخر ويمكنهم الالتقاء واللعب والعمل سويا بسلام، بغض النظر عن خلفيتهم أو جنسهم أو انتمائهم الديني.

وفي تعليقه على نشاطه الثقافي والفني في مدينة قانا الجنوبية، قال السيد إسطنبولي: "من خلال الثقافة والفن نتعرف الى بعضنا البعض، ونستطيع من خلال الفنون معرفة ثقافة ولغة وهواجس وتقاليد وأفكار الآخر. إنها طريقة لاكتشاف الآخر. وعندما نتعرف الى بعضنا البعض، لن نجد مبرراً للحرب".

يهدف المهرجان إلى تعزيز ثقافة التكامل الاجتماعي بين الشباب، وتعزيز الوعي الثقافي واحترام التنوع من خلال الأفلام التي تصور ثقافات أخرى، بما في ذلك أفلام من الجزائر وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى مناطق مختلفة من لبنان، من الشمال والبقاع وبيروت. كما تشمل الأنشطة الرسوم المتحركة التي تم تنظيمها بالتعاون مع الشباب ومراكز التنسيق والبلديات من أجل تحفيز الشباب على خلق وابداع منتج لتمثيل قراهم مثل اللوحات أو الملصقات أو الأدب.

ويختتم السيد إسطنبولي قائلاً: "إن السينما هي منبر للثقافات ولتلاقي المجتمعات المحلية. إنها ببساطة أداة للسلام."