لطالما كان لليونيفيل منذ عام 2006 وجود كبير، حيث بلغ متوسط ​​عدد جنود حفظ السلام في جنوب لبنان أكثر من 11,000 جندياً. وجزء كبير من الأنشطة العملياتية اليومية للبعثة كان، ولا يزال، يشمل القيام بدوريات في منطقة عملياتها للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار في الجنوب.

ما يراه سكان الجنوب في الغالب هو أن جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل يرتدون خوذاتهم الزرقاء ومعداتهم الواقية ويقومون بدوريات في الآليات، وأحياناً يقومون بدوريات راجلة.

وينبغي ألا ننسى أن هناك أشخاصاً عاديين، مثلي ومثلك، وراء كل هذه الأرقام والإحصاءات والأنشطة العملياتية.

ولا ننسى ان الاتصال الإنساني اليومي بين المجتمعات المضيفة في الجنوب وحفظة السلام التابعين لليونيفيل قد يضعف أحياناً، خاصة وأن وحدات اليونيفيل تتناوب كل ستة أشهر وتغيّر أفرادها بانتظام.

في الأسبوع الماضي فقط، قام جنود حفظ سلام من الكتيبة الإيطالية بجولة في السوق في بلدة عيتا الجبل. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الكتيبة الإيطالية وجميع وحدات اليونيفيل الأخرى تقريباً بجولات في الأسواق، حيث يقومون بذلك منذ سنوات.

من الناحية التقنية، تندرج الجولات في الأسواق ضمن الأنشطة العملياتية لليونيفيل، لكنها في الحقيقة تتعلق بالتفاعل والتعرّف على بعضنا البعض. يتم استبدال الخوذات الزرقاء بقبعات زرقاء، وتُترك المعدات الواقية والأسلحة وراءنا.

باولا، وهي رقيب في الكتيبة الإيطالية، دخلت إلى متجر مع زملائها للبحث عن هدايا لأخذها معها إلى ديارها. تسألها زينة، صاحبة المتجر، من أين هي في إيطاليا. ترد باولا بأنهم جميعاً من لواء أوستا في صقلية، حيث تنحدر هذه الكتيبة الحالية. تستمر المحادثة، وسرعان ما يتم إيجاد أرضية مشتركة. أجزاء من إيطاليا والطقس شبيهان جداً بلبنان. وهل تعلم أن زيت الزيتون ربما شقّ طريقه من لبنان إلى إيطاليا عن طريق الفينيقيين منذ مئات السنين؟ وهنا يتم تبادل الابتسامات والنكات والضحكات والمصافحات والدعوات من الجانبين.

هذا هو السبب في قيام جنود حفظ السلام بجولات في الأسواق.

هناك أيضاً فوائد أخرى لهذه التفاعلات، إذ يشتري جنود حفظ السلام المنتجات من أصحاب المتاجر الصغيرة، مما يساعد على دعم الاقتصاد المحلي. في حين أن اللبنانيين لديهم فرصة لطرح الأسئلة والحصول على توضيحات حول ما يفعله جنود حفظ السلام هنا. وجنديات حفظ السلام جزء لا يتجزأ من الجولات في الأسواق، مما يسهّل التفاعل مع النساء اللبنانيات، وبالتالي إثراء التجربة الشاملة وتوسيعها.

وفي الختام، تتم جميع جولات اليونيفيل في الأسواق جنباً إلى جنب مع جنود الجيش اللبناني. وهذا جزء من بعض الأنشطة التي تقوم بها القوتان بشكل مشترك، حيث يوفّر للجنود نفس الفرصة مثل جنود حفظ السلام للتعرّف على سكان الجنوب على المستوى الشخصي.