فريق الناجين من الالغام يتحدى فريق اليونيفيل في كرة القدم

لاعبين من المركز اللبناني للأعمال المتعلقة في صورة جماعية مع منسقي مكتب التوعية من الألغام والمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في لبنان واليونيفيل

حضر حوالي 200 طفل من جنوب لبنان النشاط الذي تم تنظيمه و دعمه من قبل الامم المتحدة و مكتب التوعية من مخاطر الألغام في بلدة الصوانة.

تم تنسيق هذا الحدث من قبل المركز اللبناني للأعمال المتعلقة وبدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في لبنان واليونيفيل

تمكن فريق الناجين من الألغام على الرغم من إصابات أفراده من المشاركة في مباراة كرة القدم.

فريق الناجين من الالغام وفريق من قوات حفظ السلام الإندونيسية التابعة لليونيفيل خلال مباراة لكرة القدم.

بعض اللاعبين الناجين من الالغام خلال استراحة بين شوطي مباراة كرة القدم.

تم دعم فريق الناجين من الألغام من قبل الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين لأكثر من 10 سنوات.

previous next
5 أكتوبر 2017

فريق الناجين من الالغام يتحدى فريق اليونيفيل في كرة القدم

في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الجمعة في بلدة الصوانة الواقعة في جنوب شرق لبنان، دعا مدرب كرة القدم فريقه لوضع التكتيك المناسب قبل المباراة. على جانب الملعب، شرع لاعبان بتثبيت أطرافهما الاصطناعية قبل أن يهمّا بالركض. هذا الفريق من الناجين من الألغام سوف يلعب مع مجموعة من قوات حفظ السلام التابعة للقوة الأندونسية العاملة في اطار اليونيفيل. خلال استماعهم إلى مدربهم يسود شعور من الترقب بين اللاعبين. عند سماع الصافرة، يمتلئ الملعب بهتافات الحضور، وعندئذ يصبح جميع من في الملعب من ناجين من الألغام أو حفظة السلام يصبحون جميعا لاعبي كرة قدم.

إبراهيم علي نعمة، من الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، يشرح أثناء الاستراحة  بين الجولة والاخرى من مباراة كرة القدم كيف حصلت إصابته. يقول: "كنت أعمل في مجلس الجنوب في تركيب أعمدة لشبكة الكهرباء. كنا في أطراف بلدة قلاويه عندما أصابنا لغم أرضي، ونتيجة لذلك بترت ساقي". ثم ينظر إلى مجموعة من الأطفال في الملعب، يتابع: "أحثّ الأطفال على عدم الاقتراب من حقول الألغام وعدم لمس أي جسم غريب، لأن مثل هذه الإصابة تؤثر على حياة الفرد والأسرة. "

يشارك اللاعبون من الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين في هذه المباراة في اطار يوم للتوعية  من مخاطر الألغام ينسقه المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في لبنان واليونيفيل.

من بين الحضور، تواجد نحو مائتي طفل تراوحت أعمارهم بين ٤ و١٥ عاما، وشجعوا اللاعبين في تلك المباراة.

هذا ويرتبط الحدث المذكور الخاص بالتوعية بوضوح بجانب أساسي من ولاية اليونيفيل، ألا وهو "حماية المدنيين".

افتتح الحدث بعرض حول مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة قدمه مكتب التوعية من مخاطر الألغام، و تم تقديم ألواح عبارة عن لعبة تفاعلية لكل طفل. وكانت هناك أيضا شروحات عن كيفية اكتشاف حقول الألغام من خلال استخدام الكلاب والروبوتات، الى جانب شرح عن كيفية تنظيف الحقول الملوثة بالألغام بعناية فائقة نظرا الى شدة خطورة تلك الاجسام.

وفي هذا السياق، لفت مدير برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في لبنان هنري فرانسوا موراند الى أن "إن منطقة عمليات اليونيفيل ملوثة بمتفجرات من مخلفات الحرب الى جانب القنابل العنقودية والألغام". وأضاف: "لذلك، نحن بحاجة إلى العمل لتأمين بيئة أكثر أمانا للسكان. يمكنك أن ترى الكثير من الأطفال يتجمعون هنا اليوم. نحن بحاجة إلى رفع مستوى وعيهم عن الألغام ومخاطرها من خلال الحديث عن هذا التهديد. وفي الوقت نفسه، نجمعهم حول ملعب كرة القدم حيث يتمتع الناس بممارسة الرياضة.هذا الامر يظهر لهم أولا وقبل كل شيء ان عليهم ان يتمتعوا بالوعي اللازم من ناحية وأن يكونوا اقوياء في حياتهم اليومية من ناحية ثانية.

وفي الوقت الذي يسجل فيه فريق الناجين من الألغام هدفاً ثالثاً يتلقفه الحضور بكثير من الحماسة والفرح، يبتسم محمد أبو جهجه من اليونيفيل، ويقول: "كرة القدم هي لغة عالمية، وهي تجمع هنا فريق الناجين من الالغام وجنود حفظ سلام من اليونيفيل وشباب من بلدة الصوانة. كان نهارا جيدا واستطاع الجميع أن يعبروا عن حبهم للرياضة. أعضاء فريق الناجين من الالغام ليس عندهم أقدام ليلعبوا كرة قدم كما يجب، ولكنهم يلعبون كرة القدم بقلوبهم لانها رياضة يحبونها كتيراً".

وفي النهاية، علت الصفارة معلنة نهاية المباراة بأربعة اهداف، فم تقدمت بعدها الفرق المشاركة بالتهنئة من بعضها البعض.

حسن عبود، من الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، يقول: "الاعاقة هي طاقة، ونحن قادرون أن نثبت للناس اننا قادرين حتى لو كانت أقدامنا مبتورة. إننا نثبت أننا موجودون حتى وإن كان ذلك بطريقة مختلفة. هذه مسيرة للحياة ".

تدعم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في لبنان واليونيفيل المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام من خلال توفير التوعية من مخاطر الألغام للشباب في جميع أنحاء جنوب لبنان، من خلال تسليط الضوء على مخاطر الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب وتعليمهم كيفية البقاء بأمان في ظل بيئة مماثلة.

وقد تم تقديم الدعم لفريق الناجين من الألغام من قبل جمعية الرعاية اللبنانية للمعوقين على مدى أكثر من ١٠ سنوات.

-----------------------------------------------------------------
مقال: إيفن أوسوليفان
كاميرا فيديو: إيفن أوسوليفان
محرر فيديو: سوزان بدرالدين
تصميم: زينة عز الدين
صورة: باسكال غوريز
-----------------------------------------------------------------