حفظة السلام التابعين لليونيفيل، وباستخدام الكلاب، يساعدون أطفالاً يعانون من صعوبات التعلم

previous next
10 مارس 2020

حفظة السلام التابعين لليونيفيل، وباستخدام الكلاب، يساعدون أطفالاً يعانون من صعوبات التعلم

اشترك فريق من حفظة السلام الإيطاليين والماليزيين في اليونيفيل مع مجموعة شبابية محلية في تنظيم برنامج علاج تعليمي مكثف لمدة شهر للأطفال ذوي صعوبات في التعلم في مركز البسمة في قرية قانا بجنوب غرب لبنان.
 
مؤلفاً من جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل، المختصون بالعلاج التشغيلي ولديهم مهارات في التربية الخاصة والنفسية وباستخدام الكلاب، يقوم هذا البرنامج على معالجة الأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة بمساعدة الحيوانات.
 
العمل مع المنظمات المحلية والشركاء الذين يقدمون خدمات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جزءًا من أولويات القطاع الغربي في اليونيفيل من أجل خدمة المجتمعات المضيفة بشكل أفضل، كجزء من أنشطة وحدة التعاون المدني - العسكري (CIMIC).
 
بالنسبة إلى الرائد إيمانويلا سكوديري، وهي واحدة من حفظة السلام الإيطاليين ومديرة هذا البرنامج، فإن العمل مع الشركاء المحليين وتشجيع الجهات المحلية الفاعلة من أجل التأكد أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يحصلون على الخدمات الأساسية بشكل متساو، وهذا هو الهدف الرئيسي للمشروع.
 
وقالت "ان الهدف من هذا المشروع هو فهم احتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل أفضل وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع مركز البسمة ".
 
"نحن نساعدهم على بناء مهاراتهم النفسية والاجتماعية حتى يتمكنوا من تحسين علاقتهم بالعالم الخارجي، وبالتالي فإن هذا البرنامج يفيد مجتمعهم ككل وهو استثمار من أجل سلامٍ مستدام".
 
باعتبارها مستشارة النوع الاجتماعي للقطاع الغربي في اليونيفيل، فهي تعتقد أن هذا النوع من البرامج رائع لمستقبل هؤلاء الأطفال الذين يشكلون الجزء الأكثر ضعفًا من البشر وأضافت "لقد دعمَنا في هذا البرنامج أخصائيون في العلاج النفسي والعلاج النفسي الحركي، وعملنا أيضًا مع الكلاب".
 
وأكدت الرائد سكوديري أن برامج كهذه يمكن أن تمنح هؤلاء الأطفال المفاتيح لإطلاق إمكاناتهم بالكامل.
 
وقالت الملازم أول تشيارا موريجليا، وهي من حفظة السلام الإيطاليين ومعالجة نفسية، أن الحيوانات لطالما كانت جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية العقلية لعقود من الزمن، وقد وفرت خدماتها مجموعة متنوعة من الموارد حول استخدام العلاج بمساعدة الحيوانات لممارسي العلاج التشغيلي.
 
العلاجات النفسية - الاجتماعية التي تسهلها الحيوانات الأليفة وعلى الأخص استخدام الكلاب في هذا البرنامج، يمكن أن تساعد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقليل مستوى القلق والاكتئاب وتساعدهم أيضًا على التحكم بعواطفهم بشكل أفضل."
 
العلاج بمساعدة الحيوانات الأليفة، وبشكل خاص الكلاب، ساعد الأشخاص في المستشفيات والمدارس وحالات الطوارئ ومواقع الكوارث والأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم والإعاقات النمائية.
 
إيتو هو كلب تابع لقوات حفظ السلام في اليونيفيل، تم تدريبه على التصرف بشكل جيد في جلسات المعالج النفسي هذه. مرافق الكلب، الرقيب الرائد أندريا غويدي، وهو أيضاً أحد جنود حفظ السلام الإيطاليين في اليونيفيل، يوجه إيتو بشكل جيد خلال التفاعل مع الأطفال.
 
"كان إيتو جيد جدًا مع الأطفال الذين يعانون من إعاقات جسدية ونفسية وتواصلية،" قال الرقيب غويدي، مضيفا " شهدت تحسينات كبيرة منذ بداية هذا البرنامج."
 
وقال: "في البداية، كان من الصعب للغاية على الأطفال رؤية الكلاب، لكنهم تمكنوا لاحقًا من السير معهم بواسطة الرسن، واللعب معهم، وإعطائهم البسكويت، وتمشيط شعرهم".
 
"وعندما يصارع الأطفال صعوبات مثل الاكتئاب أو القلق أو الحزن، فإن إيتو تحيّيه سريعاً بطريقة إيجابية. الأطفال الذين يعانون، يتقصدون البحث عن ايتو".
 
إيمان كوراني، معلمة في مركز البسمة، أشادت بأهمية هذا البرنامج، وقالت "إن العديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة غير قادرين في بعض الأحيان على التعبير عن مشاعرهم لكنهم، ومن خلال هذا النشاط، قاموا بتحسين مهاراتهم الاجتماعية والتعلمية بشكل كبير."
 
ان بناء القدرات والمعرفة بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بين حفظة السلام والجهات الفاعلة في بناء السلام، وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في حالات الصراع وما بعد الصراع، يعدّ أحد الأهداف الرئيسية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٤٧٥ الذي تم تبنيه في العام ٢٠١٩، وهو يحث الدول الأعضاء على اتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز وتهميش الأشخاص على أساس الإعاقة التي يعانون منها.
 
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من مليار شخص، أي حوالي ١٥ في المائة من سكان العالم، من أحد أشكال الإعاقة.