في عرض البحر وصلت هذه الرسالة عبر جهاز اللاسلكي: "الى الباخرة سام، معكم البحرية اللبنانية. لا يمكنكم الدخول إلى المياه الإقليمية اللبنانية من هذا الموقع".

الرد من السفينة البرازيلية كان غير متعاون وجاء على النحو التالي: "الى البحرية اللبنانية، الوقت من ذهب، ولا يمكنني أن أوقف محركاتي وأغيّر مساري". هذا الحوار الذي حصل عبر جهاز اللاسلكي بين البحرية اللبنانية والسفينة البرازيلية لم يتجه نحو الأفضل، فأصبحت نبرة البحرية اللبنانية أكثر حزماً.

"الى الباخرة سام، أنتم تنتهكون السلطة اللبنانية، وسوف يتم الصعود الى متن سفينتكم من قبل البحرية اللبنانية".

في غضون دقائق، اقتربت طائرة مروحية تابعة للجيش اللبناني من السفينة البرازيلية، حيث تمّ انزال حبلين وثمانية من أفراد البحرية اللبنانية بسرعة الى متن السفينة، فتحركوا بكفاءة وسرعة على السفينة "العدائية"، ومن ثم اعتقلوا أفراد الطاقم وتحققوا من المستندات وبحثوا عن الأسلحة والمخدرات.

هذه العملية التدريبية، قبالة سواحل بيروت، هي جزء من تدريب مشترك بين البحرية اللبنانية وقوة اليونيفيل البحرية.

ملازم أول من البحرية اللبنانية تحدث عن هذا التدريب، فقال: "نحن فريق الصعود الى متن السفن التابع للبحرية اللبنانية، وفي كل مرة يكون فيها حاجة للصعود الى متن السفن سنقوم باتباع نفس السيناريو في مياهنا الاقليمية. قد يحدث هذا السيناريو في أي وقت وفي أي مكان في لبنان. ولذلك من المهم ان نكون في تدريب مستمر لمواجهة اي من هذه السيناريوهات التي من الممكن ان تحصل في الحقيقة".

قائد قوة اليونيفيل البحرية الأميرال سيرجيو فرناندو أمارال شافيز (الابن) أشرف على التدريب إلى جانب رئيس أركان اليونيفيل العميد بيار ليوت نورتبكورت. وبعد التدريب تحدث الاميرال شافيز على أهميته، فقال: "احدى ركائز مهمة قوة اليونيفيل البحرية تتمثل في مساعدة البحرية اللبنانية في التدريب بحيث تصبح قادرة على اداء مهامها لوحدها يوماً ما من حيث العناية بالجوانب الأمنية لمياه لبنان الإقليمية. ما رايتموه اليوم هو عبارة عن عملية معقدة تندرج في اطار الكشف عن سفينة آتية الى المياه الاقليمية اللبنانية، ومهاتفة السفينة، ومن ثم اخذ القرار اذا ما يجب الصعود الى متن السفينة وطلب المساعدة من فريق الصعود. وصل فريق الصعود في المروحية، ونزل الى متن السفينة وقام بتفتيشها ونفذ جميع المهام بشكل متقن للغاية".

وبعد الانتهاء، اجتمع طاقم قوة اليونيفيل البحرية والبحرية اللبنانية على سطح السفينة لالتقاط صورة جماعية. هناك علاقة زمالة جيدة تربط بين ضباط البحرية البرازيليين ولبنان. العميد نورتبكورت قال: ان التدريب المشترك بين اليونيفيل والبحرية اللبنانية مهم جداً، فهو يرفع من كفاءة القوات البحرية اللبنانية. نحن ندعمهم ليس فقط بالمواد والزوارق وانما ايضاً بالطاقم البحري".

وبالعودة الى الملازم الأول: "هذا ما نسميه تبادل الخبرات، فقد رأينا فريق الصعود الفرنسي والفريق البرازيلي. اما اليوم فنرى الفريق الألماني. نحن نتبادل الخبرات مع فرق من القوات البحرية من مختلف انحاء العالم. هكذا نكتسب تجربتنا ونتبادل الخبرات".

تأسست قوة اليونيفيل البحرية في تشرين أول ٢٠٠٦، وهي تدعم البحرية اللبنانية في منع الدخول غير المصرح به للأسلحة أو المواد ذات الصلة عن طريق البحر إلى لبنان. كما انها تساعد البحرية اللبنانية في تعزيز قدراتها من خلال تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية المختلفة والتدريبات المشتركة بقصد أن تتولى البحرية اللبنانية كامل الواجبات المطلوبة للأمن البحري. تضم قوة اليونيفيل البحرية حاليا حوالي ٩٠٠ عنصر وسبع سفن: اثنان من بنغلاديش وواحدة من كل من البرازيل وألمانيا واليونان واندونيسيا وتركيا. هذا وتتولى القوات البحرية البرازيلية قيادة قوة اليونيفيل البحرية منذ عام ٢٠١١.

-----------------------------------------------------------------
مقال: إيفن أوسوليفان
كاميرا فيديو: إيفن أوسوليفان
محرر فيديو: سوزان بدرالدين، إيفن أوسوليفان
صورة: باسكال غوريز
-----------------------------------------------------------------