فيما يستعد للمغادرة، رئيس بعثة اليونيفيل يعزو السلام القائم للأطراف

رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اللواء مايكل بيري، يحيي حرس الشرف التابع للجيش اللبناني في اليرزة ، بيروت.

رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اللواء مايكل بيري، مع طلاب المدارس المشاركين في نشاط تحت عنوان  "الرسم من أجل السلام".

أحد جنود حفظ السلام في اليونيفيل يشرح للواء مايكل بيري كيفية قيام فرق إزالة الألغام التابعة لليونيفيل بتجديد نقاط الخط الأزرق لتبقى مرئية.

اللواء مايكل بيري في طائرة مروحية خلال رحلة استطلاعية لأجزاء من منطقة عمليات اليونيفيل التي تبلغ مساحتها 1060 كيلومتر مربع.

القائد العام لليونيفيل، اللواء بيري (يمين) يستعرض حرس الشرف التابع لقوة اليونيفيل البحرية في مرفأ بيروت.

رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اللواء مايكل بيري، يضع إكليلا من الزهور نكريماً لذكرى حفظة السلام التابعين لليونيفيل الذين سقطوا.

القائد العام لليونيفيل، اللواء مايكل بيري، يحيي أحد قدامى جنود اليونيفيل الهولنديين لحفظ السلام.

اللواء مايكل بيري، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، والسيد جان بيير لاكروا ، رئيس دائرة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، يستمعان لشرح عن الوضع على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان، من قبل موظف رفيع المستوى من مكتب الشؤون السياسية في اليونيفيل.

(من اليسار الى اليمين) نائب رئيس بعثة اليونيفيل، السيد إمران ريزا، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اللواء مايكل بيري، رئيس بلدية صور، وممثل عن القوات المسلحة اللبنانية بعد زيارة لمعرض صوَر من تنظيم اليونيفيل في صور.

previous next
2 أغسطس 2018

فيما يستعد للمغادرة، رئيس بعثة اليونيفيل يعزو السلام القائم للأطراف

قبيل انتهاء مهامه في قيادة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري إن الفضل في عدم وقوع أي حادث خلال السنتين المنصرمتين يعود للأطراف، مشيراً إلى أنه "تمّ في عام 2017 عقد اجتماعات ثلاثية أكثر بثلاث مرات مما كنا نشهده في أي عام عادي آخر، وهذا يدل بوضوح على مدى تصميم الأطراف على الحفاظ على السلام".

يذكر أن اليونيفيل ترأست حوالي 115 اجتماعاً ثلاثياً عادياً منذ نهاية حرب عام 2006، ولم يسبق أبداً أن خرج أي طرف من هذه الاجتماعات. مع الاشارة الى أن المنتدى الذي ترأسه اليونيفيل يُعقد مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة، وقد أصبحت هذه الاجتماعات آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة.

تولًى اللواء بيري قيادة اليونيفيل في 19 تموز 2016، وفي 7 آب 2018 سوف يسلًم القيادة إلى اللواء ستيفانو ديل كول، وهو أحد كبار الضباط في الجيش الإيطالي. وقبل مهمته الأخيرة في قيادة اليونيفيل، أمضى االلواء بيري عشر سنوات في اطار مهمات خارجية في عدة دول، من بينها أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق وأوغندا والصومال.

وعمله في قيادة اليونيفيل كان المهمة الرايعة له في جنوب لبنان خلال فترة امتدت على مدى 36 ​​عاماً. وعن ذلك يقول اللواء بيري: "كنت محظوظاً للغاية لأنه سنحت لي العديد من الفرص للخدمة في جنوب لبنان والشرق الأوسط. خدمتي الأولى هنا كانت في سنة 1982، ثم خدمت على التوالي في سنوات 1989 1994 -1995، وصولاً الى المركز الأخير الذي شغلته. ولذلك، هناك جزء من لبنان في داخلي، وأعتقد أن هناك جزءاً مني في لبنان".

في مقابلته الأخيرة مع وسائل إعلام اليونيفيل، تحدث رئيس بعثة الأمم المتحدة المنتهية ولايته، فقال: "مهمتي الأخيرة هذه بالذات كانت ذا مردود معنوي كبير من نواحٍ كثيرة، ذلك أنه كان هناك انتقال كبير للغاية إلى بيئة سلمية. في العامين الماضيين، لم نشهد أي أحداث كبيرة بين الطرفين، وتمً الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان. لقد أصبح ضمان منع الحرب العرضية، وعدم حدوث أي شيء غير مرغوب فيه بمثابة أمر مفروغ منه بالنسبة لليونيفيل، وأننا قادرون على الحفاظ على الهدوء".

وفي سياق شرحه لهذه الناحية، يضيف: "ربما نرى مظاهر ذلك بشكل مباشر وأكبر مع الناس أنفسهم، حيث بإمكانكم رؤية الزيادة في عدد السكان، ورؤية السيًاح يعودون الى المنطقة بعدما أصبحت السياحة أمرغير مسموع به في جنوب لبنان. وكذلك أيضا، وفي جميع أنحاء منطقة العمليات، نرى الكثير من الأعمال التجارية ، والكثير من الأنشطة الزراعية، والكثير من الأبنية قيد البناء، والمدارس الجديدة ، والكثير من الازدهار والتقدم الاقتصادي. صحيح أن الوضع ليس مثالياً، ولكن هناك تقدم، وهذا أمر علينا حمايته، وعلينا ضمان أن يتمتع سكان جنوب لبنان بمستقبل سلمي".

وفي حديثه عن العامين الماضيين وعمل نحو 10,500 جندي حفظ سلام تابع للأمم المتحدة من 42 دولة الى جانب حوالي ألف فرد من أفراد حفظ السلام المدنيين، ينظر اللواء بيري الى العمل الجاري لبناء القدرات الذي تقوم به اليونيفيل مع القوات المسلحة اللبنانية باعتباره عاملاً حاسماً في تعزيز السلام في جنوب لبنان.

ويقول: "يجب أن نتذكر أن القوات المسلحة اللبنانية موجودة في المنطقة منذ 12 عاماً فقط، وهي تعزّز وجودها. يوجد هنا اللواء الخامس واللواء السابع وفوج التدخل الخامس، ونحن نواصل تشجيعهم على القيام بعمليات انتشار إضافية. أما الأمر الأكثر تشجيعاً، فهو أن أكثر من 70 عملية من عملياتنا اليومية تتم بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية، وفي الواقع هذا هو ما نتطلع اليه، بمعنى أن نطوًر هذا المسار إلى نقطة تستطيع فيها القوات المسلحة اللبناني البدء في تسلًم المسؤولية من اليونيفيل. وبالتالي، السماح للحكومة اللبنانية ببسط سيادتها، بشكل صحيح، في جنوب لبنان".

كما يعزو اللواء بيري الفضل الى موظفي اليونيفيل المدنيين الذين يشكلون الذاكرة المؤسساتية ذات الأهمية البالغة في تعزيز عمل البعثة، لا سيما بالنظر إلى التناوب المتكرر لقوات البعثة العسكرية ذهاباً وإياباً.

ورغم تفاؤله الحذر بشأن استمرار الهدوء في جنوب لبنان، إلا أن اللواء بيري لا يزال براغماتيا لناحية التوقعات التي يجب على بعثات حفظ السلام في كثير من الأحيان تحملها. وعن ذلك يقول: "إن مهمة حفظ السلام ليست بديلاً للعملية السياسية. نحن موجودون هنا لنكون متوفرين يومياً لكلا الطرفين من خلال آلية الارتباط التي نضطلع بها لمنع وقوع توتر يمكن أن يؤدي إلى نزاع. ولكن ما يجب العمل عليه على المدى الطويل هو وقف دائم لإطلاق النار. ولكي نصل الى ذلك، نحتاج الى شجاعة السياسيين من كلا الجانبين للعمل على السير قدماً في هذا الاتجاه ومحاولة إيجاد مسار دبلوماسي للوصول الى وقف دائم لإطلاق النار في هذا الجزء من العالم".

وإذ يستعيد ذكرياته التي مرّت على مدى أربع عمليات انتشار في لبنان، يقول اللواء بيري: "أشعر بغاية السعادة الآن وأنا أغادر اليونيفيل ومسؤوليتي هنا عندما أفكر أنه في العام المقبل سيكون هناك مراهقين في جنوب لبنان تبلغ أعمارهم 13 عاما ولم يعرفوا معنى النزاع في هذا الجزء من العالم. وأعتقد أن هذا ما نحتاج جميعاً للعمل عليه".

-----------------------------------------------------
MUSIC: 
Please by Wayne Jones
Castleshire by Chris Haugen 
Digital Memories by Unicorn Heads