في المنطقة الجبلية من الجزء الشرقي من منطقة عمليات اليونيفيل والتي تقع في نطاق عمل الكتيبة الهندية، يقوم الطبيب البيطري بزيارات يومية لعدة قرى، حيث يبدأ تلك الزيارات من الساعة الثامنة صباحا وحتى نهاية دوام العمل.

يقدم الطبيب البيطري المساعدة للمزارعين ورعاة الماشية في مزارعهم وفي أماكن الرعي الواقعة على طول الخط الأزرق، وتمتد المساعدة البيطرية إلى مناطق أخرى عند الطلب، وذلك في إطار مبادرة فريدة من نوعها من قبل الكتيبة الهندية، وهو ما واظبت عليه منذ سنوات عديدة. وهذا العام وحده، تمت معاينة أكثر من ١٥٠٠٠ رأس من الحيوانات والمواشي، إضافة الى تلقيح نحو ٦٢٢ رأس ماشية.

انه أحد الأطباء البيطريين القليلين جداً في جنوب لبنان، حيث يقدم الخدمات والمساعدات البيطرية الى ما يصل إلى ١٣ قرية.

المقدم نهاد عادل يعقوب متواجد مع الكتيبة الهندية منذ حزيران ٢٠١٢، ويعمل لصالح مربيّ الماشية اللبنانيين.

يوضح السيد يعقوب: "هناك طبيبان بيطريان في جنوب لبنان، ومع ذلك، فإن الخدمات في بعض الأحيان بعيدة عن متناول معظم المزارعين الذين يفضلون استشارة الخبير البيطري في اليونيفيل. "في اليونيفيل، هناك طبيب بيطري واحد فقط من الكتيبة االهندية مهمته علاج الحيوانات التي يملكها سكان المنطقة. بينما يتولّى الاطباء البيطريون في الوحدات الأخرى علاج الحيوانات الخاصة بهم فقط.

في ١٣ أيار من هذا العام، بدأ الطبيب البيطري الهندي يومه بزيارة لأسرة السيد افتكار عطية حيث كان يعالج الحيوانات، بما فيها قطيع الماعز والبقرة الوحيدة التي تمتلكها العائلة. وقبل الانتقال الى الظل من أجل معاينة الماعز، تبادل البيطري الهندي أطراف الحديث مع أهل البيت الذين استقبلوه بحفاوة حيث كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر.

بعد معاينته الدقيقة لأولى الحالات، تبين أن أحد رؤوس الماعز تعاني من احتقان في الرئتين وإفرازات دموية. وشرح الطبيب البيطري الهندي للراعي التشخيص مع وصفة طبية للعلاج شملت المضادات الحيوية وأدوية السعال لمدة يومين أو ثلاثة أيام. السيد افتكار عطية يقول: "الطبيب البيطري الهندي في غاية التجاوب، حيث يلبي الدعوة بسرعة كبيرة متى اقتضت الحاجة. إن مساعدة الطبيب البيطري في غاية ألاهمية كونها تنصب على معالجة الماشية التي تشكل مصدر العيش لأصحابها.

كانت معاينته الثانية، ضمن نفس المزرعة، لبقرة مريضة. وجد بأن البقرة تعاني من نقص الفيتامين حيث قام بوصف المضادات الحيوية وبعض الأدوية لالتهابات الجلد.

الطبيب البيطري يقوم بزيارات روتينية في القرى وفقا لجدول زمني معدّ مسبقاً ولكن هذا الجدول قابل للتعديل تماشياً من الحالات الطارئة وتلبيةً لطلبات المزارعين وأصحاب المواشي.

إن المشاكل الرئيسية التي يعالجها الطبيب البيطري هي أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية والتهاب الضرع. كما أن الحيوانات تعاني بشكل متكرر من كسور بسبب التضاريس الوعرة. هذا الى جانب مشاكل الجهاز التنفسي التي يسببها سوء التهوية في الأمكنة التي تعيش فيها الحيونات والماشية.

كان السيد أحمد عطية قد عاد مؤخرا إلى القرية من كفر شوبا، حيث كان يخدم مع القوات المسلحة اللبنانية. لدى عودته قال انه بدأ بالزراعة وانه فخور كونه يملك بقرة يثمنها غالياً. " لقد تعلمت الكثير من الطبيب البيطري في اليونيفيل. تعلمت كيفية ملاحظة الأعراض التي تظهرها الأبقار للدلالة على حالتها الصحية، كما اصبحت قادرا على فهم التقلبات المزاجية عند الأبقار." وهنا أضاف عطية " فإذا كنت تعتني بالأبقار وتأخذ الرعاية منك، ستعاملك بالمثل وتعطيك الحليب والعجول".

من المفيد القاء الضوء على عدد المستفدين، فهنالك حوالي ٢٠٠ مستفيد من الخدمات البيطرية للكتيبة الهندية بحيث يزور الطبيب البيطري يومياً ما معدله خمسة إلى عشرة مزارعين.

في حقل مفتوح، التقى الطبيب البيطري مع السيد اسماعيل كامل ناصر صاحب حوالي ٥٠٠ رأس من الماعز. السيد كامل، وهو راع منذ طفولته ويعرف كل رأس ماعز بشكل فردي، يتمتع بعلاقة خاصة مع الطبيب البيطري.

خلال هذا اللقاء، اكتشف الطبيب البيطري أن إحدى رؤوس الماعز كانت تعاني من عمى جزئي وقد أوصى بأن يأخذ السيد كامل هذه الشاة الى اليونيفيل من أجل معالجتها.

وهنا لا بد من الإشارة الى أنه الى جانب الغرفة المخصصة للعمليات الجراحية للحيوانات في عيادته، فإن الطبيب البيطري يجري في حالات الطوارئ عمليات في القرى الواقعة ضمن منطقة عمليات الكتيبة الهندية.