في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2022، سجلت أول حالات الإصابة بالكوليرا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود في لبنان. ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أكثر من 1400 حالة مشتبه بها، بما في ذلك 17 حالة وفاة، في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

الكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الأصِحَّاء.

في تصريح له، قال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، بإن الكوليرا مرض فتاك، ولكن يمكن الوقاية منه من خلال اللقاحات وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.

واشار إلى أن "الوضع في لبنان هش، فالبلد يكافح لمواجهة أزمات أخرى، وهذه الأزمات يتضاعف أثرها بسبب التدهور السياسي والاقتصادي المستمر منذ مدة طويلة."

وبالنظر إلى الوضع الحالي، قررت الوحدة البولندية التابعة لليونيفيل أن تأخذ زمام المبادرة، وباستخدام معرفة وخبرة فريقها الطبي، نظمت محاضرات توعية عن الكوليرا في منطقة عمليات البعثة.

عندما اتصل فريق التنسيق المدني - العسكري التابع للوحدة البولندية (CIMIC) بالسلطات المحلية لمعرفة ما إذا كانوا مهتمين بمحاضرات التوعية الوقائية، كانت الرد إيجابي وسريع. لذلك، أعدت CIMIC والفريق الطبي المواد التعليمية اللازمة، مثل المنشورات، وعروض الفيديو، والأنشطة العملية للأطفال، وبدأت في زيارة المدارس.

كان التركيز على المدارس الابتدائية لتوعية الطلاب على المخاطر والاحتياطات التي يمكنهم اتخاذها، مع جلسات منفصلة للنساء، لأنهن مسؤولات بشكل أساسي عن إدارة الأسرة، وإعداد الطعام، والعناية بالنظافة المنزلية العامة، وكل ذلك يمكن أن يكون سببا في انتشار الكوليرا.

تم عرض مقاطع فيديو على النساء والأطفال لاطلاعهم على أهمية المياه النظيفة والصرف الصحي لمنع انتقال هذا المرض الذي يمكن ان ينتقل عن طريق المياه. تشمل التدابير الوقائية من الكوليرا على غلي الماء أو استخدام أقراص الكلور، وغسل الفواكه والخضروات بشكل صحيح، وغسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب إعادة استخدام الأطباق والأواني مع الاخرين. هذا بالإضافة الى اطلاعهم على كيفية التعرف على أعراض الكوليرا. كما تم تسليم الطلاب منشورات توعوية قدمتها وزارة الصحة للأهل حتى تصل المعلومات الهامة إلى جميع أفراد الأسرة.

تجدر الإشارة الى أن الكتيبة البولندية قدّمت الدعم إلى أكثر من 700 تلميذ من المدارس الابتدائية وحوالي 200 امرأة في منطقة عمليات اليونيفيل. ومن المقرر أن تستمر حلقات التوعية عن الكوليرا حتى بداية شهر كانون الأول (ديسمبر).