الحوادث الخطيرة تتطلب أفضل قدر ممكن من الاستجابة

previous next
17 أغسطس 2022

الحوادث الخطيرة تتطلب أفضل قدر ممكن من الاستجابة

آليتان للدوريات تابعتان لليونيفيل تواجهان ظروف طرق صعبة وأحوال جوية قاسية، مما تسبب في انحراف إحدى الآليتين عن الطريق وانقلابها، في حين أن الثانية بالكاد تمكنت من تجنّب المصير نفسه.

جُرح أربعة من جنود حفظ السلام، أحدهم اصابته خطرة والثلاثة الآخرون متوسطة، مما استدعى إجلاء المصابين أو الجرحى، والذي تم طلبه على الفور.

على الرغم من أن ما ورد هو محاكاة لحادث ضمن تمرين تدريبي، إلا أنه ممكن الحصول وليس مجرد حالة نظرية. على مدى الستة عشر عاماً التي تخللها تسيير دوريات لليونيفيل في جنوب لبنان، وقعت حوادث مماثلة. وبالنظر إلى حالة الطرق والظروف الجوية القاسية وغير المستقرة في جنوب لبنان، يجب أخذ مثل هذه الحوادث في الاعتبار في المعايير العامة وخلال القيام بالدوريات التي تنفذها اليونيفيل ويزيد عددها عن 400 دورية يومياً.

إن مفتاح النجاح في إجلاء المرضى والمصابين هو الاتصالات التي لا تشوبها شائبة والالتزام بإجراءات التشغيل القياسية، والتنسيق السلس بين مختلف الأصول والفرق، الى جانب الاستعداد والسرعة والمهارات اللازمة لتنفيذ مهام الطوارئ المطلوبة.

قد تتوقع كل ما سبق من قوة عسكرية واحدة متمرسة، لكن هذا ليس هو الحال مع بعثة حفظ سلام مثل اليونيفيل. تتألف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) حالياً من 47 دولة مساهمة بقوات. ويتعين على قوات حفظ السلام من كل هذه الدول العمل معاً تحت قيادة واحدة، مما يجعل العمليات في مهمة حفظ سلام نموذجية أكثر تعقيداً مما هي عليه داخل جيش دولة واحدة.

في هذا التمرين لإجلاء المرضى والمصابين، يعمل عدد من وحدات اليونيفيل معاً لإنجاز العملية المعقدة.

تحت قيادة الكتيبة الإسبانية في القطاع الشرقي، وبالتنسيق مع مركز العمليات المشتركة في المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، قدمت الكتيبة الإيطالية (القوة الجوية الإيطالية) مروحية لإجلاء المرضى والمصابين جاهزة على مدار الساعة، وحلّق الفريق الطبي الجوي الفرنسي في المروحية، ووصل الفريق الطبي في الكتيبة الإسبانية إلى مكان الحادث عن طريق البرّ، وقامت الشرطة العسكرية الإندونيسية في القطاع الشرقي بتأمين الموقع، وقام كل من الفريق الطبي في الكتيبة الصينية والمسؤول الطبي في الكتيبة الهندية وأطباء من وحدات أخرى برعاية الجرحى في المستشفيات.

وغني عن القول ان عملية إجلاء المرضى والمصابين كانت ناجحة، وذلك بفضل تدريبات اليونيفيل المتكررة وتمارين الاستعداد والتعاون السلس بين أصولها المختلفة. كما تُجرى مثل هذه التدريبات بانتظام بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية، الشريك الاستراتيجي لليونيفيل في جنوب لبنان.