التعافي والقدرة على الصمود: تعزيز المجتمعات في جنوب لبنان
تعرّض الاستقرار في جنوب لبنان لاضطراب كبير نتيجة الأعمال العدائية المكثفة التي شهدها عامَا 2023 و2024. فقد نزح عدد كبير من السكان، وخسر كثيرون منازلهم ومصادر رزقهم، ولا تزال آثار تلك الأحداث واضحة حتى اليوم.
ورغم تحسّن الوضع منذ التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإن الاستقرار الكامل لم يتحقق بعد. فالدمار لا يظهر فقط في الأبنية والمتاجر المتضررة، بل ينعكس أيضًا على وجوه الناس. ويُعرف أبناء الجنوب بصمودهم، لكنهم يستحقون الدعم في مسيرتهم نحو إعادة بناء حياتهم.
في مختلف البلدات والقرى، يواصل جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل العمل بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية والسلطات المحلية، للمساهمة في مساعدة المجتمعات على التعافي بعد أشهر من التوتر والنزوح.
من إصلاح الطرق المتضررة وإزالة الذخائر غير المنفجرة، إلى دعم المدارس والمستشفيات واستعادة الخدمات الأساسية، تتجاوز هذه الجهود إعادة الإعمار المادي لتسهم في استعادة الثقة وإحياء الإحساس بالحياة الطبيعية.
كل طريق يُعاد تأهيله يُسهِّل عودة العائلات إلى منازلها، وكل مدرسة تُفتح من جديد تُعيد الأمل والحيوية إلى الأطفال. كما تُقرّب الفرق الطبية وفرق طب الأسنان الرعاية الصحية الى الناس، فيما يُسهم الدعم البيطري في حماية سبل العيش. وتُعزّز الدوريات المشتركة الأمن والاستقرار، بينما يُساعد كل تواصل مباشر مع الأهالي على إعادة بناء الثقة وروابط المجتمع.
تلك المبادرات المتعددة، مهما بدت بسيطة، تقف إلى جانب سكان الجنوب، وتعكس جهدًا جماعيًا حقيقيًا يهدف إلى ترسيخ الاستقرار وتعزيز القدرة على الصمود.
ويصادف اليوم، العاشر من أكتوبر، اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يُكرَّس هذا العام لموضوع "الوصول إلى الخدمات – الصحة النفسية في حالات الكوارث والطوارئ"، مسلطًا الضوء على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمعات المتضررة من الأزمات، وللعاملين الذين يقدمون المساعدة خلالها وبعدها.
وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة اللبنانية منصة إلكترونية تتيح للناس الوصول إلى الموارد والخدمات التي قد يحتاجونها في أوقات الأزمات.
وتُذكّرنا هذه المبادرات، إلى جانب الدعم المستمر الذي تقدمه اليونيفيل في الجنوب، بأن التعافي لا يبدأ فقط بإعادة بناء الأماكن، بل أيضًا بإحياء الأمل واستعادة روح التواصل بين الناس.