يوم مع الطبيب البيطري الهندي

الطبيب البيطري المساعد السيد أناند من اليونيفيل يعالج عنزة في مزرعة في كفرشوبا.

الطبيب البيطري الهندي المقدم راكيش شارما يعاين بغلاً يملكه راعٍ في بلدة شبعا في جنوب لبنان.

راعي لبناني يقود قطيعه إلى مزرعة تملكها عائلته بالقرب من كفرشوبا.

الطبيب البيطري المقدم شارما من اليونيفيل يقدم أدوية إلى راعٍ في منطقة كفر شوبا.

previous next
6 ديسمبر 2012

يوم مع الطبيب البيطري الهندي

"مبروك! هي حامل بشهرها الرابع"، قال الطبيب البيطري الهندي الكولونيل راكيش شارما للمزارع اللبناني نعمان ساليكا.

السيّد ساليكا الذي يعيش في بلدة أبو قمحة، كان في انتظار سماع الأخبار الجيدة. وبعدما فحص البقرات التي يمتلكها، هنأ الطبيب البيطري الهندي ساليكا لأن ثلاث من بقراته حبالى، وتابع لينصحه للمحافظة على صحتهنّ.

خلع الكولونيل شارما كفه وتابع جولته في منطقة شبعا كما يفعل كل يوم، من الاثين و حتى الجمعة، فيما يترك يوم السبت لاجراء العمليات الجراحية الاّ في حال الطوارئ.

يشكل الطبيب البيطري الهندي حاجة ملحة في جنوب لبنان حيث ٩٠% من البيوت تربّي اما الدواجن، او الخراف، او الماعز، اوالأحصنة و البغال، أو الكلاب والقطط. والطبيب البيطري مطلوب جدا أيضا حيث يعتمد ٩٠% من الأهالي في جنوب لبنان بطريقة أو بأخرى على هذه الحيوانات.

لطالما كان الطبيب البيطري جزأ من الكتيبة الهندية العاملة في اليونيفيل منذ ١٩٩٨. كانت مهمته في البدء ترتكز على الاعتناء بوحدة الكلاب المدرّبة، الاّ أنها توّسعت بعد ذلك لتضم خدمات بيطرية لأهالي الجنوب.

يقدم الطبيب البيطري حالياً خدمات منزلية في ٩ بلدات في منطقة عمليات الكتيبة الهندية، والتي تضم أكثر من ٣٠ الف خروف وماعز، الف بقرة، ٥٥٠ حصانا وبغال، و١٢٠٠ كلبا وقطة، وأكثر من ٥٠ الف من الدواجن. هذا اضافة الى ان المستشفى البيطري في نقار كوكبا يقدم العناية للحيوانات المريضة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع .

أثناء عيادتنا المنازل برفقة الكولونيل شارما، يستطيع المرء بثوان لمس الامتنان الذي يكّنه المزارعون والرعاة للطبيب البيطري الهندي.
يفرحون عند رؤيته لأنهم يدركون أنه سيعالج المشكلة التي تعاني منها حيوانتهم مهما كانت من خلال اعطائهم الأدوية والعلاج اللازمين.

وقال الكولونيل شارما:" يأتون بحيونات مريضة من مختلف المناطق لنعالجها وأحيانا من البقاع والنبطية وكذلك بيروت."

الطبيب البيطري نجح في اجراء العديد من العمليات الجراحية ومنها ازالة الرصاص من كلاب الصيد، معالجة آثار طلقات الرصاص عند الصقور، و الحمام، والبوم. كما أن تجبير الكسور أمر شائع في المنطقة خصوصا أن الكسر يحصل باستمرار هنالك كما كانت الحالة مع غنمة الراعي ناصر ناصر.

ففي منتصف جولتنا تلقى الطبيب البيطري اتصالاً طارئا ما استدعى تبديل مسار طريقنا باتجاه كفرشوبا حيث استقبل الطبيب بترحيب كبير. وسرعان ما بدأ ناصر ناصر الشرح لمترجمة الطبيب كيف أن غنمته فقدت القدرة على الحركة بعد ان وقعت حجرة كبيرة عليها.

وبعد اجراءه الفحص اللازم، طمأن الطبيب البيطري ناصر الى عدم وجود أي كسر بل مجرد خلع بسيط في ورك الغنمة. وأعطاه الكولونيل شارما الدواء اللازم وانتقل لمعاينة دواجنه المصابة بالانفلونزا.

تقدير ناصر للطبيب البيطري كان واضحا، فهو قال: "الطبيب البيطري ودود معنا ومتعاون ويساعدنا بشكل أسبوعي".

دور الطبيب البيطري الهندي توّسع ليشمل العمل في مجال الصحة العامة أيضا. فهو ينصح المزارعين لمعرفة وكشف اللحوم والحليب الفاسدين. وهو يقود حملة توعية أيضا لتلقيح نحو 500 كلبا ضدّ داء الكلاب، هذا اضافة الى ادارته لبرنامج تجميع الكلاب الضالة التي قد تنقل أمراضاً، ومعالجتها، وثم عرضها للتبني.

الطبيب البيطري يتلقى اتصالات من المواطنين حتى عند أوّل مؤشر لسلوك غير طبيعي، فعلى سبيل المثال عندما يقلّ تناولهم للطعام.

وهكذا كانت حال حسن نبعة القلق على مهره، شارحاً كيف انه " لا يأكل جيدا منذ أيام لذا أريد من الطبيب أن يفحصه."

وهكذا فعل الطبيب، طارحا عليه الأسئلة اللازمة قبل طمأنته الى أن مهره يحتاج فقط الى بعض الفيتامينات لفتح شهيته. كان حسن ممتنا كثيرا للطبيب البيطري الهندي كما كل مزارع في المنطقة.

تعلّم الكولونيل شارما، خلال السبعة الأشهر التي قضاها حتى الآن في جنوب لبنان، بضع الكلمات العربية بهدف فهم المشاكل التي يعاني منها المزارعون وذلك في غياب مترجمته الخاصة.

كما ويتفاعل الكولونيل شارما دوما مع أطفال المزارعين ويحثّهم على استكمال دراستهم لعلّهم يصبحون في يوم من الأيام أطباء بيطريين.