يدا بيد نزرع للمستقبل
اجتمعت الجهود لترسيخ التمسّك بالأرض، وهو التزام ظهر جلياً من خلال حملة تشجير تهدف إلى جعل الجنوب أكثر إخضراراً بعدما خسر لبنان معظم مساحته الخضراء على مرّ السنين.
أطلقت الجمعية اللبنانية غير الحكومية " جذور لبنان"، بالتعاون مع الكتيبتين الفرنسية والاسبانية في اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، حملة تشجير في بلدة ابل السقي الجنوبية لمحاربة التصحّر، وذلك في حضور سفير فرنسا السيد باتريس باولي، سفيرة اسبانيا السيدة ميلاغروس هرناندو، قائد القطاع الشرقي الجنرال الونزو بانوس، قائمقام مرجعيون السيد وسام حايك ورئيس بلدية ابل السقي السيد جورج رحّال.
نائبة رئيسة جمعية جذور لبنان الدكتورة ماغدة خرّاط أعلنت عن بدء حملة التشجير التي تهدف إلى زرع الفي شجرة محلية مثل جوز الملول والسنديان والصنوبر في ابل السقي، على أن يصل العدد الى ستةّ الآف شجرة على مساحة 850 الف متراً مربعاً من أرض البلدية.
اليونيفيل تشارك الجمعية همّها إنطلاقاً من شعور بالحاجة الى المساهمة وزيادة التوعية، وتتطلع إلى مساعدة المجتمعات المحلية في حماية مواردها الطبيعية والاستفادة من هذا الكنز البيئي.
الجنرال الونزو بانوس اعتبر أن التنسيق بين جنود اليونيفيل الاسبان والفرنسيين والجيش اللبناني من جهة وجمعية "جذور لبنان" من جهة ثانية يظهر الالتزام بالاستقرار والتنمية في الجنوب ويشجع الثقة وتقوية العلاقات مع لبنان.
من ناحيته، اعتبر السفير الفرنسي السيد باولي "اننا عندما نزرع شجرة فهذا يعني اننا نزرع للمستقبل وللأجيال القادمة".
بدورها، السفيرة الاسبانية أكدّت على تعاون بلادها المستمر مع المجتمع اللبناني وقالت: "نضع يدنا في يدكم، أي البلدية وجمعية جذورنا، لتحسين نمط حياة المجتمع اللبناني من خلال دعمنا للبيئة، وهي ركن أساسي للبلد."
هذا وقد شارك أربعون جندي من الجيش اللبناني في حملة التشجير الى جانب جنود حفظ السلام، علماً أن هذا التعاون ليس الأول ولن يكون الأخير.
وكان العقيد يوسف مشرّف، رئيس مكتب التعاون العسكري المدني في الجيش اللبناني، قد أوضح ان "تاريخ التعاون بين مكتبي التعاون المدني والعسكري التابعين لكل من الجيش اللبناني واليونيفيل يعود الى سنة 2008، حيث بدأ هذا التعاون على عهد قائد اليونيفيل في ذلك الحين اللواء كلوديو غراتزيانو وقائد الجيش العماد جان قهوجي".
وبعد نحو ثلاثين اجتماعا، وضع الجانبان استراتجية تعاون عسكرية مدنية اضافة الى خطة عمل لتطبيق مشاريع على مدى خمس سنوات.
إن هذا النوع من التعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل ليس الأول من نوعه وبالطبع لن يكون الأخير.