من خلال التحوّل المتزايد إلى الطاقة الشمسية، اليونيفيل تسرّع جهودها نحو التخضير

previous next
30 ديسمبر 2021

من خلال التحوّل المتزايد إلى الطاقة الشمسية، اليونيفيل تسرّع جهودها نحو التخضير

قام أحد مواقع اليونيفيل التي يزيد عددها عن 50 موقعاً في جنوب لبنان بقفزة نوعية مؤخراً من خلال كونه الموقع الأول الذي يعتمد بالكامل على الشمس لتلبية احتياجاته من الطاقة.

موقع الأمم المتحدة UNP 1-31، الذي يقع في أعلى تلة بالقرب من قرية اللبونة في جنوب غربي لبنان، يعمل الآن بشكل كامل على الطاقة الشمسية.

من خلال توليد ما يقرب من 70 ميغاواط في الساعة من الطاقة الشمسية سنوياً، يوفّر موقع اليونيفيل الآن ما يقرب من 36,000 ليتر من وقود الديزل كل عام، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 93 طناً. ومن المتوقع أن يبلغ عمر نظام الطاقة الشمسية المذكور 25 عاماً.

الموقع الذي تبلغ مساحته 8,300 متراً مربعاً، والذي يعمل فيه حوالي 25 عنصراً من حفظة السلام، يقع بالقرب من الخط الأزرق.

يذكر ان اليونيفيل لديها حالياً 14 مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 474 كيلوواط. وهذا يعني أن هذه المزارع الشمسية يمكن أن تولّد ما يصل إلى 474 كيلوواط من الطاقة في ساعة واحدة في ظلّ الظروف المثلى. في عام 2020، أنتجت هذه المزارع الشمسية 643 ميغاواط/ ساعة من الطاقة المتجددة، مما أسهم في توفير 97,000 دولار سنوياً، فضلاً عن خفض 536 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

إشارة الى ان اليونيفيل تنتج الطاقة لتشغيل مواقعها ومقارها. وبشكل عام، تمثّل الطاقة الشمسية حوالي 1,5 في المائة من إجمالي إنتاج الطاقة للبعثة، حيث يتم توليد أكثر من 4,5 في المائة من الطاقة المستهلكة في المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة من الشمس.

ومع الانتهاء من مشاريع تركيب الطاقة الشمسية الجارية في مواقع مختلفة لليونيفيل، من المتوقع أن تصل النسبة الإجمالية للبعثة إلى 2,5 في المائة قريباً، و8 في المائة بحلول عام 2024.

وهذا مهم بشكل خاص لأن لبنان يمرّ بأزمة طاقة منهكة، ويأتي وسط دعوات عالمية للحدّ من استهلاك الوقود الأحفوري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ثلاثة مواقع أخرى لليونيفيل سوف تعتمد على الطاقة الشمسية قريباً

يقوم قسم الهندسة وصيانة المرافق (EFMS) في اليونيفيل بتصميم مشاريع الطاقة الشمسية وتنفيذها في مواقع مختلفة للبعثة، بما في ذلك الموقع UNP 1-31. ويخطط القسم لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في ثلاثة مواقع أخرى تابعة لليونيفيل في عام 2022، والتي ستعتمد أيضاً بشكل كامل على الشمس لتلبية احتياجات الطاقة.

المهندس سعدات الله أحمدزاي، وهو مهندس اليونيفيل المسؤول عن تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية، قال إن خطّة اليونيفيل تتماشى مع خطة العمل المناخية للأمانة العامة للأمم المتحدة (UNSCAP)، والتي تهدف إلى تحويل عمليات الأمم المتحدة لتحقيق خفض بنسبة 45 بالمائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتوفير 80 في المائة من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

في أيلول/ سبتمبر 2019، اعتمدت الأمانة العامة للأمم المتحدة خطّة عمل تقترح تنفيذ نهج متكامل ومتزامن ثلاثي المسارات: التكثيف بهدف تسريع الجهود الحالية، والابتكار كجهد جديد رئيسي يركّز على الحلول المبتكرة والمعقدة، والتوعية الداخلية والخارجية لدعم المسارات 1 و2 مع حملة تواصل وتثقيف مستدامة.

وقبل مغادرته اليونيفيل مؤخراً، قال السيد أحمدزاي: "لقد أضرّت الكمية الكبيرة من انبعاثات (الكربون) من الوقود الأحفوري بالبيئة، وسيكون لاستمرار الوضع الراهن تأثير كبير على صحّة كوكبنا وبيئتنا. لهذا السبب، هناك تركيز عالمي للانتقال من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة المتجددة".

وأوضح ان اليونيفيل، وخلال تنفيذ مبادراتها الخضراء الخاصة، تستكشف أيضاً خيارات للحصول على الطاقة المتجددة من مستثمرين من القطاع الخاص من خلال اتفاقيات شراء الطاقة، لكنه لفت الى أن هذا الأمر معلّق حالياً بسبب عدم وجود إطار قانوني.

ومع ذلك، ومن خلال الوتيرة المتسارعة الحالية لتنفيذ مبادرات اليونيفيل الخضراء الخاصة، من المرجح أن تحصل البعثة على حوالي 24 في المائة من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

"اليونيفيل في طريقها لاتخاذ خطوات كبيرة"

من ناحيته، رئيس المهندسين في اليونيفيل، فياض أصغر، أوضح ان البعثة في طريقها لتحقيق خطوات كبيرة في السنوات المقبلة، وأشار الى ان "تخضير البيئة واتباع نهج تحضير في البعثة من أكبر أولويات الأمين العام (أنطونيو غوتيريس)، ونحن نتّبع توجيهاته للتأكد من أننا نساهم في هذا الجانب، وأعتقد أننا نقوم بعمل جيد للغاية. ويمكننا زيادة توليد (الطاقة المتجددة) لدينا في حال توفّر لنا إطار قانوني لشراء مثل هذه الطاقة من مصادر خارجية".

في الموقع UNP 1-31، استغرق الأمر من مهندسي اليونيفيل ستة أشهر للتحوّل من المولدات التي تعمل بالديزل إلى نظام الطاقة الشمسية من خلال مجموعتين من البطاريات الاحتياطية.

واختتم السيد أحمدزاي حديثه قائلاً: "لقد كانت تجربة رائعة لموظفينا ولليونيفيل بشكل عام، وهذا هو السبب في أننا نضيف مثل هذه الأنظمة في مواقع أخرى".

في حزيران/ يونيو 2021، اعتمدت اليونيفيل خطة إدارة البنية التحتية للطاقة (EIMP) التي تحدد مجموعة واسعة من المبادرات الخضراء من أجل تقليل البصمة البيئية للبعثة. تشمل الخطة، من بين تدابير أخرى، التوليد الذاتي للطاقة الشمسية، واستخدام المولدات الموفّرة للطاقة ومصابيح "ليد" (LED)، الى جانب توريد وتركيب توربينات الرياح القابلة للفك وتقليل المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة.