في المرض كما في الصحة

ممرضات الفريق الطبي التابع للكتيبة الاندونيسية يقمن بزيارة لمنزل في بلدة رب تلاتين

مصطفى شريف هاشم يخضع للعلاج من قبل الفريق الطبي التابع للكتيبة الاندونيسية في منزله في بلدة رب تلاتين

الممرضة الاندونيسية نوركوليسا وابن  مصطفى شريف هاشم يعتنيان به في باحة منزله

ممرضة اندونيسية تعتني بفاطمة رشيد في منزلها في رب تلاتين

د. تيغو من الكتيبة الاندونيسية يضطلع على صورة الأشعة الخاصة بعبدالله الحسن

ممرضات اندونيسيات تلعبن مع احفاد عبدالله الحسن في الباحة الخارجية لمنزل العائلة

previous next
16 أكتوبر 2012

في المرض كما في الصحة

كان مجرد يوم عادي بالنسبة الى مصطفى شريف هاشم عندما زاره الفريق الطبي التابع للكتيبة الاندونيسية، في منزله في بلدة رب تلاتين، من أجل الإطمئنان على جراحه.

تعرض مصطفى منذ سنتين لحادث مروّع، تأذت ركبتاه على أثره بشكل كبير. ومنذ ذلك الحين يزوره الفريق الطبي الاندونيسي في منزله. في البداية كانت هذه الزيارات الطبية يومية لأن حالته كانت تتطلب عناية مستمرة.

الطبيب الاندونيسي المسؤول د. تيغو سوليستيونو، شرح أنهم يغيرون الضمادات وينظفون الجرح كما يزوّدونه بالمطهرات التي يحتاج لها.
وقال د. سوليستيونو: "نزور المريض عندما يطلب ذلك، فنأتي لمساعدته. هؤلاء الناس يحتاجون لمساعدتنا ونحن سعداء لأننا نقدمها لهم."

سنا، زوجة مصطفى وأم لأربعة أولاد، لا تخفي إمتننانها الكبير لجنود حفظ السلام، وقالت :" بالفعل لا نعرف كيف سنستطيع أن نردّ لهم جميلهم فهم يحسنون التعامل معنا، و كلما نتصل بهم يأتون سريعا."

الزيارات الطبية الى المنازل بدأها الفريق الطبي الاندونيسي منذ سنتين حين اتصل بهم أحد جيران مصطفى طالبا مساعدة جاره المريض. ولفت الملازم الأول داني ستيفين الى أن جيران مصطفى طلبوا مساعدتنا الطبية أو على الأقل إذا كان في الامكان تزويده ببعض المسكنات.

وأشار ستيفين الى أن الفريق الطبي يقوم بجولاته مرتين في الأسبوع وقال ان مصطفى هو أحد الحالات الثلاث الجدية التي تحتاج عناياتنا المستمرة.

كانت المحطة الثانية للفريق الطبي في منزل آخر على بعد أمتار من منزل مصطفى. السيدة فاطمة رشيد، المسنّة أو" الماما" كما يحلو للجنود الاندونيسيين تسميتها، رحبّت بهم فيما الممرضات الاندونيسيات سارعن للاطمأنان الى صحتها وان كانت" الماما" تحتاج الى أي مساعدة.

وروت فاطمة أن جنود حفظ السلام كانوا يزورون بيتها يوميا لتفقد جرحها وتغيير الضمادات اثر العملية التي خضعت لها بعد تعرضها لجلطة دماغية أفقدتها رجلها. وقالت وهي تحتسي القهوة مع الفريق الطبي:" لم أتوقع يوما مثل هذا النوع من المعاملة الجيدة".

زوجها عبد الكريم بركات ممتن كما زوجته لهذه الرعاية الصحية: " نشعر وكأننا عائلة واحدة. كانوا يزوروننا يوميا مهما كانت الظروف ولم يتركونا أبداً الاّ عندما تحّسنت جراح زوجتي."

الى تولين يصل الفريق الطبي، وهنا قصة جديدة من التفاني، التقدير، والصداقة الحقيقية. الملازم الثاني لودي أودير من الكتيبة الاندونيسية لا يتكلم اللغة العربية كما لا يتكلم المريض عبدالله الحسن أية انكليزية، غير أن الصداقة جمعت الرجلين فأضاف عبدالله تسمية " عوالى" إلى اسم جندي حفظ السلام. وقال عبدالله :" يحمل أودير اليوم اسم عائلة عوالى كما معظم سكان هذه البلدة لأننا نشعر أنه بات مثلنا لذا يجب منحه اسمنا."

فاطمة، ابنة المريض، أثنت على العلاج الطبي والانساني الذي تلقاه والدها الذي كان خضع لعملية جراحية في ظهره واحتاج الى بعض الأدوية والمتابعة بعدها.
وعندها اتصل عبدالله بصديق مشترك مع اليونيفيل طالبا منه المساعدة. وسرعان ما لبّى الفريق الطبي الاندونيسي طلب المساعدة وبدأ بزيارته دوريا. وقال عبدالله: " أوّد فعلا أن أشكرهم لأنهم لم يخذلوني ووافقوا على مساعدتي فورا. فهم يقومون بأكثر مما هو مطلوب منهم."

هذا ولم يزر الفريق الطبي آل الحسن حصرا للمعالجة الطبية بل لتناول طعام الغذاء إلى مائدتهم كما كان الحال الأحد الماضي، حيث تبادلوا الأحاديث في جوّ عائلي مكتشفين ثقافاتهم وخلفياتهم المختلفة.