انه ليس سرا أن الضحية الأولى للصراع المسلح هم المدنيين، وبخاصة النساء وأطفالهن ورغم ذلك تبقى المرأة مغيبة بشكل ملحوظ عن مفاوضات وقف إطلاق النار واتفاقات السلام.

تحقيقا لهذه الغاية، تم الإجماع على قرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٣٢٥ الذي يدعو إلى مشاركة المرأة على قدم المساواة في صنع وبناء السلام، حيث لا يمكن تحقيق السلام الشامل الا من خلال السلام الدائم.

في ٢١ كانون الثاني ٢٠١٦، نظم فريق اليونيفيل المتخصص في شؤون الجندر يوم مفتوح حول المرأة والسلام والأمن. وتضمن الحدث توصيات من الجماعات النسائية الإقليمية لتمكين المرأة من تفعيل دورها في مرحلة اعادة احياء مجتمع ما بعد الحرب في جنوب لبنان.

هذه التوصيات، التي تتشاركها ايضاً الإدارة العليا للامم المتحدة، جاءت نتيجة سلسلة من حلقات العمل التي عقدت في منطقة عمليات اليونيفيل في صور ومرجعيون وبنت جبيل. ولقد تم و ضع توصيات شاملة تعكس الرغبة في تمكين المرأة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.

رئيسة فريق عمل الجندر في مدينة صور،السيدة هادية عبد الله، أشارت الى "أن معايير وتقاليد المجتمع انما تمثل لب التمييز ضد المرأة."

وفي هذا السياق ،قالت السيدة ندى بزي، منسقة فريق عمل الجندر في منطقة بنت جبيل، ضمن التوصيات " إن الفجوة الرقمية بين الرجل و المراة امر يحتاج معالجة ، هذا الى جانب وجوب وجود المزيد من المؤسسات التعليمية في المنطقة.
وأضافت " أن التدريب المهني لمساعدة النساء على بدء و تطوير مشاريعهم الخاصة من شأنه أن يوفر فرص العمل والاستقلال الاقتصادي لهن."

من جهته، علق رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو على التوصيات بالقول: "لقد خدمت في مناطق مزقتها النزاعات والحروب مثل العراق وأفغانستان. على قدر تشعبات تلك التجارب، لا بد من الاشارة الى موضوعين: إن النساء يختبرن الصراع بشكل مختلف عن الرجال، وللنساء دورا هاما في إنهاء الصراع واعادة الروابط بين المجتمعات بحيث تظهر أقوى وأكثر اتحادا في معالجة جذور الصراع و منع اعادة حدوثها.

اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأهنئكم على نتائج الاجتماعات الخاصة بكن والتوصيات التي رفعتوها بشأن تمكين المرأة من أجل المشاركة بشكل كامل في أعادة احياء مجتمعات ما بعد الحرب ".

----------------------------------------------------------------
مقال: أوبين أوسيلفان
محرر فيديو: سوزان بدرالدين، غيفار شرف الدين
كاميرا فيديو: سوزان بدرالدين
صورة: باسكال غ. ماركوس
----------------------------------------------------------------