تُسهم برامج الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام مساهمة لا تقدر بثمن في الانتعاش بعد انتهاء الصراع، وجهود الإغاثة الإنسانية، وعمليات السلام، ومبادرات التنمية. فهي تحول دون تسبُّب الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة الأخرى في مزيد من الضرر العشوائي بعد مرور فترة طويلة من انتهاء الصراعات، وتساعد على تحويل مناطق الخطر إلى أراض منتِجة. وتضع الإجراءات المتعلقة بالألغام المجتمعات على المسار الصحيح نحو الاستقرار الدائم.

ففي ليبيا، تصدى أفراد إزالة الألغام للخطر الذي تشكله الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، وعدم وجود مناطق تخزين مأمونة للذخيرة. وقد تم تأمين أو إزالة الآلاف من المتفجرات من مخلفات الحرب من المدارس أو الطرق أو المناطق السكنية، وتلقى عشرات الآلاف من الناس دروساً لتوعيتهم بالمخاطر.

وعلى مدى العام الماضي، ظل العاملون في مجال إزالة الألغام يقدمون المساعدة على إدارة المخزونات في ألبانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار. وما الكارثة الأخيرة التي وقعت في الكونغو برازافيل، حيث انفجر مستودع للأسلحة، إلا تذكير مأساوي بالحاجة إلى إدارة من هذا القبيل.

وبمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام لهذا العام، نحن "نُعير أرجلنا" في حملة لإظهار الدعم والتعاطف مع الناجين. والأمم المتحدة، في إطار العمل بشكل وثيق مع السلطات الوطنية والمنظمات غير الحكومية، تنفِّذ برامج للتوعية بمخاطر الألغام ومساعدة الضحايا في أكثر من ٤٠ بلداً، وتعلِّم المجتمعات المحلية كيفية العيش بأمان في المناطق الملوثة، وتساعد الناجين ذوي الإعاقة للحصول على المجموعة الكاملة من الخدمات والحقوق المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأعرب عن شكري لكل من يسهم في الإجراءات الدولية المتعلقة بالألغام. وأثني أيضاً على الدول الـ ١٥٩ التي وافقت على الالتزام باتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، والدول التي انضمت إلى اتفاقية الذخائر العنقودية البروتوكول الخامس المتعلق بالمتفجرات من مخلفات الحرب، والدول الـ ١١٠ التي صادقت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي هذا اليوم الدولي، أدعو إلى الانضمام العالمي إلى هذه المعاهدات الهامة، وإلى زيادة دعم التوعية بخطر الألغام وبالإجراءات المتعلقة بالألغام. إن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب تعوق التنمية وتهدد حياة الناس. فعلينا بالقضاء عليها معاً من أجل عالم مستدام آمن.