دعم متواصل للمدنيين وسط تصاعد العنف

previous next
10 نوفمبر 2024

دعم متواصل للمدنيين وسط تصاعد العنف

بعد التصعيد الدراماتيكي للعنف عبر الخط الأزرق في أواخر سبتمبر/ أيلول، والذي فرض تحديات هائلة على جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل وكذلك على سكان المنطقة، بقي جنود حفظ السلام في مواقعهم المنتشرة في جميع أنحاء جنوب لبنان.

استُهدِف جنود حفظ السلام أنفسهم أكثر من ست مرات أثناء عملهم المستمر في مراقبة الوضع على الأرض والإبلاغ عنه. وعلى الرغم من ذلك، فقد كثفوا - إلى أقصى حدّ ممكن - مبادرات الدعم المختلفة للسكان المدنيين في المنطقة وكذلك للنازحين داخلياً.

من إعادة تأهيل الطرق المتضررة إلى تقديم الدعم الطبي وغيره من الدعم الأساسي، بذل جنود حفظ السلام كل ما في وسعهم لمساعدة أولئك الذين بقوا في منازلهم، وكذلك مساعدة النازحين بسبب النزاع.

في الفترة ما بين 23 أيلول/ سبتمبر (عندما بدأ التصعيد الدراماتيكي) و31 تشرين الأول/ أكتوبر، سهّل فرع الارتباط التابع لليونيفيل أكثر من 1800 نشاط متعلّق بحماية المدنيين اللبنانيين، بما في ذلك الصحافيون وعناصر الإنقاذ، فضلاً عن حماية القوات المسلحة اللبنانية وأصول اليونيفيل.

رئيس فرع الارتباط في اليونيفيل، العقيد أوليفييه واتشيه، يقول إنه في حين أن فرع الارتباط هو محور الاتصال بين الأطراف، فإن التحدي المتمثل في إدارة التوقعات مرتفع.

ويتابع: "بسبب العمليات الجارية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في لبنان، كان على فرع الارتباط أن يتكيف مع الوضع الجديد، وبينما نعمل على إبقاء الطرفين على اطلاع، فقد زاد مستوى التفاعل مع الجيش الإسرائيلي بشكل كبير لتحييد تحركات اليونيفيل ولإجلاء المدنيين من مناطق معينة".

ويضيف: "وبالتالي، تحوّل تركيز فرع الارتباط من الخط الأزرق إلى منطقة العمليات بأكملها، حيث فرضت البيئة الأمنية الجديدة بيئة مرهقة للغاية على عناصرنا. نحن نعلم أن كل معلومة يتم تبادلها يمكن أن تساهم في إنقاذ الأرواح وتساعد في فهم جميع الأطراف للوضع. وأي تأخير أو خطأ في نقل هذه المعلومات يمكن أن يكون له آثار دراماتيكية".

وفيما يلي بعض مبادرات الدعم التي قام بها حفظة السلام التابعين لليونيفيل في الأسابيع الأخيرة.

  • حماية المدنيين

من تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 600 مرة، إلى إجلاء المدنيين المعرضين لخطر العنف الوشيك، عمل جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل مع عناصر الإنقاذ المحليين وكذلك الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية لضمان سلامة المدنيين، وحتى إجلائهم في بعض الأحيان.

مع تكثيف العنف، نقل جنود حفظ السلام الغانيون في 22 تشرين الأول/ أكتوبر شقيقتين مسنتين تعيشان في بلدة القوزح إلى رميش. وفي وقت سابق من ذلك الأسبوع، وبناءً على طلب من القوات المسلحة اللبنانية لتسهيل "الإجلاء العاجل" للمدنيين في منطقة حولا، نقل جنود حفظ السلام النيباليون ثلاثة مدنيين، رجلان مسنان وامرأة، إلى مكان آمن.

وفي السياق نفسه، في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، سلّم جنود حفظ السلام الإسبان مجموعتين من التبرعات إلى بلدتي القليعة وإبل السقي. في حين تضمنت التبرعات الى القليعة مواد للنظافة الشخصية ومواقد حطب وأدوية وملابس، تلقى المستوصف المحلي في إبل السقي كذلك مواد نظافة شخصية لتوزيعها على سكان البلدة.

في 30 أيلول/ سبتمبر، وبناءً على طلبات من سلطات بلدتي كوكبا وأبو قمح، قدم جنود حفظ السلام الهنود 50 فرشة و50 بطانية للنازحين داخلياً من كفرشوبا وحلتا وكفركلا وشبعا ودبين.

بالإضافة إلى ذلك، منذ 23 أيلول/ سبتمبر، لجأ العشرات من المدنيين المعرضين لخطر العنف الوشيك إلى مواقع اليونيفيل.

  • إعادة تأهيل الطرق وتنظيفها

نظراً لأن الغارات الجوية ألحقت الضرر بالعديد من الطرق في مختلف أنحاء منطقة عمليات البعثة، بما في ذلك إغلاق بعضها بسبب الركام والأنقاض، فقد قام جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل بتنظيف العديد منها، مع إعادة تأهيل تلك التي أصبحت غير صالحة للاستخدام.

في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، قام جنود حفظ السلام النيباليون بفتح الطريق بين ميس الجبل وتبنين الذي أغلقته الأنقاض الناجمة عن القصف الأخير في شقرا.

في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، قام فريق من خبراء المتفجرات من الكتيبة الإسبانية، بدعم من زملاء لهم من حفظة السلام في الكتيبة الهندية، بإصلاح جزء من الطريق الذي يربط بين بلدتي كفرشوبا وكفر حمام. وهذا الطريق، الذي يقع بالقرب من أحد مواقع الكتيبة الهندية التابعة لليونيفيل، يسلكه جنود حفظ السلام بانتظام.

على الرغم من أن الحفرة في الطريق كانت أكبر مما كان يُعتقد في البداية، فقد تم الانتهاء من المهمة في غضون ساعات قليلة. وكانت النتيجة النهائية طريقاً عملياً يسهل مرة أخرى حركة حفظة السلام التابعين لليونيفيل وكذلك المدنيين في المنطقة، والذين - مثل العديد من المناطق الأخرى في جنوب لبنان - تأثروا كثيراً بالعنف المستمر.

في الأسبوع السابق، من 16 إلى 18 تشرين الأول/ أكتوبر، عمل جنود حفظ السلام الفرنسيين مع نظرائهم النيباليين على تنظيف طريق في ميس الجبل، مما سمح بتسليم الإمدادات الأساسية إلى موقع نيبالي قريب.

  • الدعم الطبي والدعم للمستشفيات

نظراً لأن الغالبية العظمى من الناس الذين يعيشون في منطقة عمليات اليونيفيل نزحوا الى أماكن أكثر أمناً، فإن الخدمات العامة الأساسية أصبحت شبه معدومة - وخاصة بعد تصاعد العنف في أواخر أيلول/ سبتمبر.

ولكن جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل عملوا على توفير بعض هذه الخدمات الأساسية للناس الذين ما زالوا يعيشون في الجنوب، بما في ذلك النازحين داخلياً.

في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، سلّم قائد القطاع الشرقي للبعثة، العميد غارسيا ديل باريو، طروداً طبية مجانية إلى جمعية خيرية محلية في بلدة القليعة، والتي سيتم توزيعها على سكان المنطقة والنازحين داخلياً.

في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، سلّمت الكتيبة الإيطالية أجهزة طبية وأدوية ضرورية للغاية إلى بلدية صور. ستساعد الإمدادات الطبية أولئك الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب تبادل إطلاق النار المستمر عبر الخط الأزرق والذين نزحوا الى صور.

في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، نظم جنود حفظ السلام الإندونيسيون مخيماً صحياً مجانياً في إحدى قواعدهم في بلدة عدشيت القصير، حيث عالجوا المرضى من سكان المنطقة وقدموا الأدوية المجانية.

في 21 تشرين الأول/ أكتوبر، سلّم جنود حفظ السلام الماليزيون المياه إلى مستشفى تبنين الحكومي ومركز الإخلاء الطبي التابع للصليب الأحمر اللبناني، وكلاهما يواجه نقصاً حاداً منذ أيلول/ سبتمبر.

وفي 30 أيلول/ سبتمبر، تلقى مدنيان أصيبا في غارة جوية على بلدة إبل السقي العلاج الطبي في قاعدة قريبة للكتيبة الهندية.

  • إزالة الذخائر غير المنفجرة

مع تكثيف الاشتباكات، أصبحت بعض القرى في جنوب لبنان مليئة بالذخائر غير المنفجرة القاتلة. في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، قام فريق التخلّص من الذخائر غير المنفجرة في الكتيبة الصينية التابعة لليونيفيل بتطهير بلدة الحنيّة من الذخائر غير المنفجرة، بعد قصف عنيف للمنطقة التي يقع فيها موقعهم. كما قام الفريق نفسه بمهمة مماثلة في المقرّ العام للبعثة في الناقورة في اليوم التالي. وهذا يساعد على ضمان سلامة حفظة السلام أثناء قيامهم بعملهم، وكذلك يساعد المدنيين الذين بقوا في منازلهم وكذلك الذين سيعودون في وقت لاحق.