خطاب رئيس البعثة وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول

19 مارس 2021

خطاب رئيس البعثة وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول

    صباح الخير. نحتفل اليوم بمرور ثلاثة واربعين عامًا على إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. في ذلك الوقت، وكما تشير كلمة "مؤقتة" في تسميتنا لم يتوقع ان تكون اليونيفيل هنا بعد ثلاثة واربعين عامًا. ولكن كما أظهر لنا العام الماضي، لا يمكن لأحد التنبؤ بما قد يجلبه المستقبل. لا تزال اليونيفيل ملتزمة بالعمل من اجل السلام والاستقرار في جنوب لبنان جنبًا إلى جنب وبالتنسيق الوثيق مع شريكنا الاستراتيجي، الجيش اللبناني وسنبقى ما دعت الحاجة الى ذلك.

لقد واجه لبنان العديد من التحديات في السنوات الـثلاثة والاربعين الماضية، لكن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية وحالة الطوارئ الوبائية التي نواجهها الان لم يسبق لها مثيل. لقد عملت اليونيفيل بجميع وحداتها بجد خلال العام الماضي لدعم المجتمعات المحلية في بناء قدراتها، وخاصة لجهة منع انتشار فيروس كوفيد تسعة عشر.

الى جانب ذلك، وعلى الرغم من اننا نواحه التحديات التي نتجت عن الوباء عملنا على تطبيق ولايتنا بجميع جوانبها. لم يكن الوضع سهلا فقد كان علينا التكيف من خلال اتباع الاجراءات الوقائية الصارمة من اجل استمرار واجباتنا الاساسية والتي تضمنت حجر الوافدين الجدد من جنود حفظ السلام. واضطررننا لإقامة حفل صغير من اجل هذا اليوم للحفاظ على سلامة زملائنا والسكان المحليين.

ان أحد اهم الادوار التي يلعبها جنود حفظ السلام تتمثل في حماية الخط الازرق وشهدنا العديد من الحوادث في السنوات الماضية والبعض كان خطيرا. واستطاع جنود حفظ السلام من التواصل مع الاطراف من اجل التوصل الى حل وعدم التصعيد الى نزاع. ان هذا العمل ليس بالأمر السهل ولكنه يساعد في تجنب المعاناة الانسانية وهذا جوهر وجود اليونيفيل.

لكن عملنا لم يأت من دون تضحية. اليوم، نثمن الجهود الاستثنائية لجميع أفراد اليونيفيل مدنيين وعسكريين ومحليين ودوليين يعملون لساعات طويلة وبعض الاحيان في ظل ظروفٍ شاقةٍ من اجل دعم البعثة. ولا ننسى الثلاثمئة وواحد وعشرين من زملائنا الذين قدموا التضحية الأسمى في سبيل قضية السلام. واليوم، ندرك التزام المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه لبنان وشعبه، وهو ما يتجلى في العمل الذي نقوم به.

عندما وقع الانفجار المأساوي في بيروت في آب (أغسطس) الماضي، سارع جنود حفظ السلام العسكريون والمدنيون الى تقديم يد المساعدة. حيث قام ما يقارب المئة وخمسين جنديا لحفظ السلام بإزالة آلاف الأطنان من الحطام في المدينة والميناء، والمساعدة في انقاذ المواقع التراثية المتضررة وتجنيبها المزيد من الدمار، مما ساعد على فتح طريق رئيسي والمساعدة في الوصول إلى مرفأ بيروت. وتعرض العديد من جنود حفظ السلام البحارة على متن سفينة راسية في المرفأ لإصابات خطيرة والعديد ممن تفادوا اصابات مماثلة أو أسوأ. وقفنا مع شعب لبنان حينها، كما نفعل الآن، وسنواصل القيام بذلك.

كما هو الحال دائمًا، سنعمل من أجل تحقيق هدفنا وقف الأعمال العدائية وإحلال سلام مستدام في جنوب لبنان. والاهم الجزء المتعلق بإكمال ترسيم الخط الأزرق من اجل تجنب الاستفزازات التي قد تؤدي الى تصعيد. في الماضي، وضع كلا الجانبين خلافاتهما جانباً من اجل المشاركة البناءة لهذا الأمر. أدعو كلا الطرفين لاستئناف ترسيم الخط الأزرق، والبناء على النجاحات السابقة والاتفاقية الأخيرة. ان اليونيفيل وكما كانت طوال السنوات الثلاث والاربعون الماضية، جاهزةٌ دائما للمساعدة.

نقدم أحر التعازي الى زملائي جنود حفظ السلام من الكتيبة التنزانية بوفاة الرئيس الحالي لجمهورية تنزانيا الرئيس ماغافولي. افكارنا معكم في هذا الوقت العصيب.