حفظة السلام البنغلادشيون في قوة اليونيفيل البحرية يحافظون على التزامهم رغم الكارثة

previous next
10 أغسطس 2020

حفظة السلام البنغلادشيون في قوة اليونيفيل البحرية يحافظون على التزامهم رغم الكارثة

أدى الانفجار الهائل الذي هزّ مرفأ بيروت مساء الثلاثاء (4 آب) إلى إصابة عدد من أفراد الكتيبة البنغلادشية العاملة ضمن قوة اليونيفيل البحرية، وبعضهم في حالة خطرة. وكانت السفينة راسية في المرفأ عند وقوع الحادث. وتقوم اليونيفيل حاليا بتقييم الوضع، بما في ذلك حجم تأثير الانفجار على السفينة والعاملين على متنها.

الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتى قال انه "بسبب الانفجار الضخم، لم يدمر مرفأ بيروت تدميراً كاملاً فحسب، بل تم كذلك تدمير جزء من مدينة بيروت".

وأضاف: " إحدى سفننا الست أصيبت بأضرار وأصيب عدد من جنود حفظ السلام البنغلادشيين الذين كانوا يقومون بمهامهم على متن السفينة في إطار قوة اليونيفيل البحرية، حيث أصيب أحدهم إصابة خطرة، وتم نقلهم إلى أقرب المستشفيات في لبنان".

وتابع: "لطالما أكّد القائد العام لليونيفيل على أهمية الوقوف الى جانب الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية".

وختم تيننتي قائلاً: "نحن مستعدون للمساعدة وتقديم أي نوع من المساعدات للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية خلال هذه الأوقات العصيبة".

حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة الشجعان
تحدث النقيب م. جوينال عابدين من قوة اليونيفيل البحرية عن لحظة الانفجار، فقال انه اعتقد انه سيكون آخر يوم في حياته ولن ينجو.

وأضاف: "كان يوم عمل عادي بالنسبة لنا. كان الجميع يقومون بعملهم والناس يتجولون لأداء واجباتهم كالمعتاد، وفجأةً رأينا حريقاً صغيراً. ان حريق صغير لا يعني أنه سيكون هناك دمار. وبعد دقيقتين، اقترب الحريق من مكان آخر. وكنا ما زلنا نعتقد أنه أمر طبيعي، وفجأة وقع انفجار كبير. وفي غضون ثوان، وقع الانفجار. لا أعرف كيف كان الانفجار في هيروشيما، لكن هذا كان شبيهاً له".

على الأثر، نقلت اليونيفيل جنود حفظ السلام المصابين إلى أقرب المستشفيات لتلقي العلاج، وكان العديد منهم في حالة صدمة. وعندما سُئل الكابتن م. جوينال عن تجربته وعن بعض التحديات التي واجهها مع جنوده، قال إن "23 من حفظة السلام التابعين لنا أدخلوا المستشفى. لقد عانيت من إصابات طفيفة، لكنني تمكنت أن أبقى معهم وإلى جانبهم في جميع الأوقات، وأدعمهم ورفع معنوياتهم في مثل هذا الوقت العصيب".

الوقوف الى جانب الشعب اللبناني
لا تزال معنويات حفظة السلام البنغلاديشيين التابعين لليونيفيل مرتفعة رغم تجربتهم المريرة. ويشعر الكابتن جوينال بالفخر والالتزام الذي أظهره حفظة السلام.

وعن ذلك يقول: "أشعر بالفخر الكبير بما أظهروه من شجاعة وصمود خلال هذه الفترة الحرجة. سوف نتغلب على هذه التجربة الصعبة معاً حتى نتمكن من مواصلة الخدمة وتنفيذ ولايتنا بإسم السلام ومع الشعب اللبناني".

وأثناء امامته صلاة العشاء على متن السفينة بيجوي التابعة لقوة اليونيفيل البحرية في مرفأ بيروت، بعد يوم من الانفجار، شعر النقيب عابدين بالامتنان لإتاحته فرصة ثانية للحياة، فضلا عن الطريقة التي تجاوبت بها اليونيفيل مع وحدتها خلال هذا الحادث المأساوي.

وأضاف: " ان دعم اليونيفيل لا يقدّر بثمن من حيث الاستجابة للأزمات والنقل والإخلاء والعلاج الطبي، والأهم من ذلك الدعم المعنوي".

تجدر الإشارة الى أن اليونيفيل تعمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية وغيرها من الجهات المعنية، وهي على استعداد لتقديم الدعم المستمر ما بعد الكارثة التي تسبب بها الانفجار الهائل الذي دمّر مساحة واسعة من العاصمة وأدى إلى وقوع إصابات متعددة.