جنود حفظ سلام غانيين تابعين لليونيفيل يضيفون بصمتهم في جنوب لبنان

previous next
8 مايو 2020

جنود حفظ سلام غانيين تابعين لليونيفيل يضيفون بصمتهم في جنوب لبنان

يتواجد رجال ونساء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في كل يوم على الخطوط الأمامية لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة عمليات البعثة وعلى طول الخط الأزرق، حيث يعملون في بيئة صعبة للغاية بين لبنان وإسرائيل.

ومؤخراً، عمل جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل بلا كلل على مدار الساعة لتنفيذ مهمة البعثة، مع مراعاة التدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا في جنوب لبنان واتباع المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.

الملازم دانيال كوابينا ديودو من الكتيبة الغانية هو أحد هؤلاء الجنود، حيث يشارك في دوريات مختلطة بين الجنسين في اطار سرية برافو منذ تموز 2019، علماً ان هذه هي المرة الثانية التي يخدم فيها في اليونيفيل.

تتمركز سرية برافو في موقع استراتيجي على الخط الأزرق، حيث يقع في نقطة مهمة جداً يزورها كبار الشخصيات عند قيامهم بجولات على المجتمعات المضيفة المجاورة لمركز الكتيبة الغانية التابعة لليونيفيل. يذكر أن السرية تراقب على الدوام المنطقة التي تقع في نطاق مسؤوليتها على طول الخط الأزرق من خلال القيام بدوريات نهارية وليلية.

بالنسبة للملازم ديودو، العمل مع اليونيفيل كقائد دورية كان أحد أكثر التجارب غير العادية في حياته المهنية.

الملازم ديودو، مثله كمثل سائر زملائه من حفظة السلام، تلقى التدريب في مركز كوفي عنان الدولي الذي بدأ العمل منذ عام 2002 في العاصمة الغانية أكرا، ومن ثم انضم الى اليونيفيل في اطار كتيبة بلاده، مع الاشارة الى أن لديه معرفة وخبرة عملية وأكاديمية حول عمليات حفظ السلام، وإدارة النزاع، الى جانب معرفة أخرى في السلام والأمن التكتيكي.

يتلقى الملازم ديودو التعليمات من مركز العمليات التكتيكية في الكتيبة الغانية التابعة لليونيفيل بشكل يومي، وعن ذلك يقول: "بصفتي قائد دورية، أتلقى التعليمات من الضباط المسؤول الذي يعطيني الإرشادات والتعليمات المناسبة، وبدوري أنفذ هذه التعليمات في اطار خطط عمل على الأرض مع الجنود أثناء الخدمة"، مع الاشارة الى ان هذه الإجراءات تُتخذ لضمان السلامة والحفاظ على جاهزية البعثة.

ويضيف: "بالنسبة لنا كوحدة تقوم بدوريات راجلة، من المهم إيجاد طرق مبتكرة للعمل معاً بشكل أفضل، ولا سيما عند تنسيق الأنشطة مع القوات المسلحة اللبنانية، وحتى تكون دورياتنا أكثر كفاءة وتأثيراً، أقوم بتنسيق التدريب داخل البعثة للحفاظ على جاهزية الجنود وبالتالي تحسين الأداء، وهذا عامل في غاية الأهمية للحفاظ على فعاليتنا".

 

ملتزمون تماماً في خدمة السلام

يعتقد دانيال (الملازم ديودو) بشكل راسخ أن خدمته في اليونيفيل للمرة الثانية تعطي قيمة مضافة إلى الأنشطة المنوطة بكتيبة بلاده في اطار تنفيذ ولاية البعثة، وعن ذلك يقول: "معظم جنودنا خدموا في السابق مع البعثة، ولذلك فإنهم يتمتعون بمعرفة وخبرة استراتيجية سبق ان اكتسيوها في اليونيفيل".

يذكر ان الدوريات هي العنصر الأكثر ظهوراً للعيان في أنشطة اليونيفيل العملياتية، علماً ان جنود حفظ السلام الغانيين يواصلون القيام بدوريات يومية بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية للمساعدة في الحفاظ على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان.

تجدر الاشارة الى أن غانا هي أقدم الدول المشاركة في اليونيفيل، وهي حالياً أحد أكبر الدول المساهمة بقوات عسكرية في البعثة، حيث تشارك بأكثر من 850 جندياً. ومن بين هؤلاء الجنود، يوجد 115 جندية حفظ سلام، مما يجعل الكتيبة الغانية الأكبر من حيث عدد جنديات حفظ السلام المشاركات فيها.

ومنذ وصولها إلى لبنان في عام 1978، نفذت الكتيبة الغانية العديد من الأنشطة العملياتية والإنسانية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تسيير الدوريات على طول الخط الأزرق، والهبات الاجتماعية، والتوعية الصحية، وبناء القدرات لدعم القوات المسلحة اللبنانية والمؤسسات الحكومية الأخرى.

وإذ يلفت الى أن غانا لديها حوالي ثلاثة آلأف جندي حفظ سلام يشاركون في تسع بعثات حفظ سلام حول العالم، يعتبر الملازم دانيال ديودو ان خدمته في اليونيفيل كانت "فرصة استثنائية" وهو سعيد بها، "خاصة خلال هذه الأوقات العصيبة، حيث تقديم التضحيات لا غنى عنه لخدمة السلام و الخير العام".

ويختم حديثه بالقول: "المجتمعات التي تستضيفنا تعتمد علينا لتوفير الأمن والهدوء والاستقرار، ولن نخذلهم".