جنديات حفظ سلام تابعات لليونيفيل وضباط نساء من المنطقة يعملن على حماية التراث الثقافي
لطالما تعرّض التراث الثقافي والممتلكات الثقافية للتدمير والنهب والاتجار عبر التاريخ، لا سيما أثناء النزاعات وما بعد النزاعات. وتلعب القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم دوراً رئيسياً في الحفاظ على الممتلكات الثقافية وصونها في وقت الحرب والنزاع، ودور المرأة في ذلك أمر بالغ الأهمية.
جنديات حفظ سلام تابعات لليونيفيل شاركن مع حوالي ٤٠ أمرأة برتبة ضابط من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ورشة عمل فريدة من نوعها تم تنظيمها في لبنان على مدى ثلاثة أيام في مطلع هذا الشهر حول "حماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة".
جرت ورشة العمل بين ١ و٣ تشرين الأول وكانت الحدث الأول الذي تنظمه اليونسكو ويركز على الأفراد العسكريين الاناث فقط، بمشاركة من اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية والقوات المسلحة الأردنية والقوات المسلحة العراقية.
في اليومين الأولين، قام مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين بتعريف المشاركات على اتفاقية لاهاي لعام ١٩٥٤ حول حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، وكذلك على البروتوكولين المتعلقين بها، وأحدهما صادق عليه لبنان في عام ١٩٦٠.
الدكتور إريك كلاين، المستشار الفني لليونسكو، أشار الى أن ورشة العمل سعت إلى إنشاء منتدى نسائي يعرض مجموعة متنوعة من الأفكار، كما يفتح المجال للتفكير بأفضل الممارسات والسياسات المتعلقة بحماية الملكية الثقافية.
وقال: "أحد أهم الأشياء التي أردنا القيام بها في ورشة العمل هي جمع عسكريات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بعضهن البعض".
أمضت المشاركات اليوم الأخير من ورشة العمل في موقع التراث العالمي لليونسكو "الميناء" في مدينة صور بجنوب لبنان، حيث اطلعن على الأرض على سيناريوهات متعلقة بتأمين وحماية المواقع الثقافية والآثار.
بالنسبة إلى الرائد ماريا دونك، المستشارة العسكرية لشؤون النوع الاجتماعي في اليونيفيل، مثّلت المشاركة في ورشة العمل "تجربة فريدة" لأنها أرست الأسس لشبكة حماية ثقافية "صلبة وفريدة من نوعها" للنساء فقط.
وقالت: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم ورشة عمل من هذا النوع في العالم تركز فقط على العسكريات النساء، حيث أتيحت لنا الفرصة لمناقشة القضايا المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح".
كما زارت المشاركات بعض المواقع الأثرية وتبادلن المعرفة وعززن مهاراتهن في مجال آليات الحماية الحالية المعمول بها في القوات المسلحة اللبنانية لحماية هذه الآثار بشكل أفضل.
بالنسبة للمقدم تشن لين، وهي جندية حفظ سلام صينية في اليونيفيل، مثلت ورشة العمل فرصة لمعرفة المزيد عن كيفية حماية التراث الثقافي بشكل أفضل. وقالت: "كما نعلم جميعاً، تعدّ صور موقعاً مهماً جداً للتراث العالمي وهي مدرجة على لائحة اليونسكو، وحماية المدنيين جزء من ولاية اليونيفيل، وكيفية حماية التراث الذي يعيش فيه المدنيون هي أيضاً مهمة جداً بالنسبة لنا".
في عام ٢٠١٧، أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار ٢٣٤٧، وهو أول قرار يركّز على التراث الثقافي وأهمية حماية التراث من أجل السلام والأمن.
وفي وقت سابق من هذا العام، عملت اليونيفيل، وبالشراكة مع بلو شيلد الدولية - وهي منظمة دولية مهمتها حماية التراث الثقافي في العالم من النزاعات والكوارث الطبيعية – من أجل الحفاظ بشكل أفضل على التراث الثقافي في منطقة عمليات البعثة في جنوب لبنان.
ولغاية تشرين الأول ٢٠١٩، بلغت نسبة النساء في اليونيفيل حوالي ٦ في المائة من عديد البعثة الذي يصل الى أكثر من ١٠٬٣٠٠ جندي حفظ سلام. وتواصل جنديات حفظ السلام التابعات للبعثة القيام بدور حيوي في تنفيذ الأنشطة العملياتية اليومية.