تقديم الدعم في وقت الحاجة
في الأسبوع الماضي، وفي خضم تبادل إطلاق النار المستمر وتصاعد التوتر عبر الخط الأزرق، قامت الكتيبة البولندية التابعة لليونيفيل بتسليم 144 طناً من الدقيق إلى عدة مجتمعات في جنوب لبنان.
مشروع التبرع بالدقيق، الممول من المنظمة البولندية غير الحكومية "مساعدة الكنيسة المحتاجة"، كان قيد التنفيذ منذ ثلاثة أشهر على الأقل، وتوقيت التسليم لم يكن من الممكن أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، ذلك أن لبنان لا يعاني من الأزمة الاقتصادية فحسب، بل أدى اندلاع أعمال العنف المفاجئ والتبادل اليومي لإطلاق النار عبر الخط الأزرق في 8 تشرين الأول/أكتوبر إلى زيادة التحديات اليومية التي يواجهها السكان الذين يعيشون في جنوب لبنان.
عمل جنود حفظ السلام البولنديون، وهم جزء من الكتيبة الايرلندية- البولندية، بلا كلل وجنباً إلى جنب مع منظمة "مساعدة الكنيسة المحتاجة" البولندية غير الحكومية والفرع اللوجستي في اليونيفيل لشحن هذه الكمية الوافرة من الدقيق من مطاحن بولندا إلى مرفأ بيروت ونقلها ال الجنوب ومنطقة مسؤوليتهم على طول الخط الأزرق.
الملازم باول زيلينسكي، من فريق التنسيق المدني العسكري البولندي في اليونيفيل، أوضح أن الدقيق تم شحنه من بولندا في منتصف شهر أيلول/ ـسبتمبر، مما أعطى فريقه الوقت اللازم للعمل مع وزارة التجارة والاقتصاد اللبنانية للحصول على الموافقات والشهادات اللازمة للسماح بدخول الدقيق إلى البلاد واستخدامه للاستهلاك من قبل الجمهور.
وعلى مدار عدة أيام، تم توزيع 5760 كيساً من الدقيق، وزن كل منها 25 كيلوغراماً، على 30 قرية، حيث وصل الدقيق إلى آلاف الأشخاص المحتاجين، بما في ذلك العديد من النازحين الجنوبيين الذين تركوا منازلهم بسبب القصف على قراهم القريبة من الخط الأزرق وحولها. وتم تنظيم التوزيع بالتنسيق مع اتحاد بلديات بنت جبيل في جنوب لبنان.
السيد علي سعد، المنسق المحلّي والمستشار الثقافي للكتيبة الايرلندية- البولندية، لخّص تقدير اتحاد البلديات وسكان المنطقة بالقول: "أود أن أشكر حفظة السلام البولنديين على دعمهم المستمر لمجتمعنا المحلي في العديد من المشاريع، وخاصة فيما يتعلق بالدقيق الآن، لأنه جاء في وقت حساس للغاية وتشتد الحاجة اليه بسبب القصف".
بالنسبة لفريق التعاون المدني- العسكري البولندي، كان هذا مشروعاً صعباً للغاية، ولكنه في نفس الوقت كان موضع تقدير، حيث انه مختلف تماماً عن مشاريع الدعم في المياه والكهرباء والتعليم التي يتم تقديمها بانتظام.
وقال الملازم زيلنسكي "إن فريق التعاون المدني- العسكري البولندي بأكمله شعر بالفخر لأنه في مثل هذه اللحظة من الأزمة والتهديد الحقيقي بالحرب في المنطقة، تمكنا من توزيع الدقيق، مما سيساهم في توفير الغذاء لأغلب الناس المحتاجين في جنوب لبنان".