اليونيفيل تسلّط الضوء على قرار مجلس الأمن الدولي 1325 بعد 19 عاماً على صدوره
بعد 19 عاماً على اعتماد مجلس الأمن للقرار 1325 الصادر بتاريخ 31 تشرين أول 2000 حول المرأة والسلام والأمن، يعبّر خبراء النوع الاجتماعي في اليونيفيل عن أفكارهم حول كيفية سعي اليونيفيل - على الرغم من التحديات - لضمان مشاركة المرأة الكاملة في عمليات البعثة اليومية.
حفظة السلام النساء في اليونيفيل، سواء كنّ عسكريات أو مدنيات، ينتشرن في جميع أنحاء منطقة عمليات البعثة ويواصلن لعب دور حيوي لناحية القيام بأنشطة عملياتية يومية وأداء المهام الأساسية، من بينها القيام بالدوريات والمشاركة في المراقبة الجوية والبرية داخل منطقة عمليات البعثة، بما في ذلك الرادار والدفاعات المضادة للطائرات، وكذلك المشاركة في تدريب الشريك الاستراتيجي للبعثة، أي القوات المسلحة اللبنانية.
في عام 2006، حفظة السلام النساء في اليونيفيل كنّ يشكلن 2,5 في المائة فقط من إجمالي عديد البعثة. ولكن في الوقت الحالي، تشكل النساء 6 في المائة من حفظة السلام التابعين لليونيفيل والبالغ عددهم نحو 10,300 جندياً يعملون من أجل السلام في جنوب لبنان وفي المياه الإقليمية.
في آب 2018، طلب مجلس الأمن الدولي من الأمين العام والدول المساهمة بقوات عسكرية السعي لزيادة عدد النساء في اليونيفيل، وكذلك ضمان المشاركة الفعالة للمرأة في جميع جوانب العمليات. وبالإضافة إلى ذلك، طلب المجلس من اليونيفيل أن تولي أهمية قصوى لاعتبارات النوع الاجتماعي بوصفه قضية أساسية ومساعدة السلطات اللبنانية في ضمان المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة، وكذلك مشاركتها وتمثيلها على جميع مستويات صنع القرار.
وقد أكد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على التزامه الذي كان حاسماً في ضمان أولويات البعثة لناحية زيادة عدد حفظة السلام النساء.
وقال اللواء ديل كول: "يمكن لحفظة السلام النساء سد الفجوة الاجتماعية والثقافية، الى جانب اكتساب تصور حقيقي لوضع المرأة في لبنان لتعزيز احتياجات المرأة وأولوياتها ومصالحها والتجاوب معها"، مضيفاً ان المساواة "أساسية للغاية" للسلام الدائم والأمن.
يذكر ان حفظة السلام النساء في اليونيفيل يصنعن أثراً إيجابياً وهاماً في بناء السلام.
رنا رحال، وهي منسّقة في قسم النوع الاجتماعي في اليونيفيل، تعتبر "إن إجراءات اليونيفيل للتخفيف من التحديات في تحقيق المساواة وإدماج منظور النوع الاجتماعي تقع في مقدمة الأولويات التي يضطلع بها حفظة السلام التابعين للبعثة".
وأشارت الانسة رحال إلى أن "المجتمع المحلي ينظر إلى بعثة الأمم المتحدة على أنها بعثة تضم رجالاً ونساء يعملون جنباً إلى جنب لتحقيق السلام والأمن في منطقة العمليات".
لكن أمام اليونيفيل طريق طويل، حيث لا تزال تواجه العديد من التحديات في دمج منظور النوع الاجتماعي.
بالنسبة للانسة رحال، فإن النسبة المئوية المنخفضة لتمثيل المرأة في وحدات بعض الدول المساهمة بقوات عسكرية في اليونيفيل تحتاج إلى معالجة سريعة.
وأضافت: "أحد التحديات هو انخفاض نسبة النساء العسكريات بسبب تأخر دخول النساء إلى الجيوش. غير أن هذا الأمر يتحسن مع مرور الوقت، ومعظم الدول المساهمة بقوات عسكرية تدمج الآن المزيد من النساء في وظائف مختلفة".
تجدر الإشارة الى أن اليونيفيل تواصل العمل على تخفيف القيود القائمة، بما في ذلك من خلال العمل مع الدول المساهمة من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، بالتوازي مع دعم تنفيذ جدول أعمال مجلس الأمن الدولي حول المرأة والسلام والأمن في البعثة والمجتمع الذي تخدمه.
إن حفظة السلام النساء يقدمن مساهمة كبيرة في عمل اليونيفيل في جنوب لبنان، والبعثة بحاجة إلى المزيد منهن.
لمعرفة المزيد عن القرار 1325، إضغط هنا
قرار مجلس الأمن الدولي 1325
تم تبني قرار مجلس الأمن الدولي 1325 حول المرأة والسلام والأمن في 31 تشرين أول 2000، وهو يؤكد ويشدد على الإسهامات التي تقدمها المرأة في منع النزاعات وحفظ السلام وحلّ النزاعات، ويحثّ جميع الجهات الفاعلة على زيادة مشاركة المرأة وإدماج منظور النوع الاجتماعي في جميع جهود الأمم المتحدة في مجال السلام والأمن.
ومنذ تبني القرار، أصبحت المرأة بشكل متزايد جزءاً من عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تعمل حفظة السلام النساء كنماذج يحتذى بها في البيئة المحلية، ويلهمن النساء والفتيات في المجتمعات التي يسيطر عليها الذكور في الغالب للدفاع عن حقوقهن والدعوة إلى المشاركة في عمليات السلام.