القوة الجوية الإيطالية: أجنحة اليونيفيل التي تخدم السلام في جنوب لبنان
ربما يكون فيروس كورونا قد هزّ حياة الناس اليومية في جميع أنحاء العالم، ولكنه لم يوقف أنشطة اليونيفيل العملياتية في جنوب لبنان. فبعد أن اتخذت البعثة تدابير وقائية شاملة منذ بداية تفشي الوباء، يواصل حفظة السلام التابعين لليونيفيل عملهم على مدار الساعة.
وإحدى هذه الوحدات التابعة لليونيفيل التي لم يتوقف عملها هي القوة الجوية الإيطالية، وهي المكوّن الذي يضم المروحيات في البعثة. يقوم حفظة السلام الإيطاليون في هذه الوحدة بدوريات جوية في منطقة عمليات اليونيفيل الشاسعة ويراقبون الوضع، كما يقومون بعمليات النقل والإجلاء في حالات الطوارئ وعند الحاجة.
يذكر أن أصول القوة الجوية الإيطالية حيوية لضمان حصول حفظة السلام التابعين لليونيفيل على الدعم والتنقل الذي يحتاجونه على الأرض.
قائد سرب القوة الجوية الإيطالية، الكابتن جوزيبي جينوفيز، يخدم في البعثة للمرة الثانية خلال السنوات الماضية، وهو يفخر بذلك، ولكن هذه المرة مسؤولياته أكبر، وعن ذلك قال: "أتحمل مسؤولية كبيرة في هذه المرة الثانية، حيث أُشرف الآن على جميع المروحيات وطواقمها في جميع المهام التي نقوم بها". وأضاف: "أشعر بالفخر الشديد لخدمتي مع الأمم المتحدة مرة أخرى وبدور أقوى".
القوة الجوية الإيطالية، وتضم ست مروحيات من طراز AB 212 مزودة بمحركين و46 عسكرياً إيطالياً في الوقت الحالي، تقدم الدعم في العمليات الجوية والبرية اليومية منذ تموز 1979، أي بعد عام من تأسيس اليونيفيل. وتتمتع هذه المروحيات بقدرات طيران ليلاً ونهاراً، ونظام حماية ذاتية وقدرة طيران تقدر بحوالي ساعتين.
الرائد أنطونيو دانا، وهو طيار في القوة الجوية الإيطالية ويخدم مع اليونيفيل للمرة السادسة، قال إن القوة الجوية "لديها قدرة فريدة للغاية". بالنسبة للرائد دانا، فإن شغفه بالطيران والخدمة مع البعثة مبني على تجربة جيدة في العمل بالطيران أثناء خدمة السلام.
وعن تجربته قال: "خلال خدمتي في السنوات التسع الماضية تقريباً، أمضيت ثلاث سنوات من حياتي هنا في جنوب لبنان، وأنا فخور للغاية وملتزم بالقيام بذلك لأنني أستطيع أن أقدم مساهمتي في إحلال السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم، والأهم من ذلك كله، لمساعدة الشعب اللبناني".
وقال إن الجزء الأكثر إرضاءً وإلهاماً في هذه التجربة هو التحديات الفريدة التي تأتي من الطيران في مثل هذا المشهد الجميل وفي بلد مثل لبنان. وختم بالقول: "عندما أكون في الخدمة وأحلّق فوق جنوب لبنان أشاهد كل يوم جمال هذه الأرض الشاسعة التي تستحق حقاً السلام المستدام".
الملازم سيباستيانو كولوبي، مسوؤل الصيانة في القوة الجوية الإيطالية التابعة لليونيفيل، يخدم في البعثة للمرة الثانية أيضاً، وهذه المرة لديه مستوى أعلى من المسؤوليات.
وأوضح قائلاً: "مع هذا الدور الجديد الذي يتضمن زيادة في المسؤوليات لناحية اعطاء الإذن لكل رحلة جوية، أفكر باستمرار في سلامة المروحيات وانتظام عملها، ولكن أولاً وقبل كل شيء أفكر بسلامة طيارينا وفنيينا وركابنا".
وهو كذلك فخور بما حققته القوة الجوية الإيطالية، وعن ذلك قال: "أشعر بالفخر بشكل خاص لأننا من خلال عملنا قادرون على تحقيق بعض السلام والاستقرار لسكان جنوب لبنان الذين عانوا من حروب عديدة في الماضي".
خلال ما يقرب من 41 عاماً من الخدمة في جنوب لبنان، نفذت القوة الجوية الإيطالية حوالي 43,000 ساعة طيران، ونقلت 175,100 راكباً، وأجرت 1275 عملية إجلاء طبي في ما مجموعه 49,750 رحلة طيران (حتى 25 آذار 2020).
تجدر الإشارة الى أن إيطاليا هي ثاني أكبر مساهم بقوات عسكرية في اليونيفيل، حيث ينتشر حوالي 1100 جندي حفظ سلام إيطالي لدعم ولاية البعثة.