العودة الى جنوب لبنان بعد ٣٥ عاماً

previous next
31 يوليو 2015

العودة الى جنوب لبنان بعد ٣٥ عاماً

"إعتدت أن آتي الى جنوب لبنان بشكل متكرر بحثاً عن السلام الداخلي"، هذا ما قاله أريك أوفت، وهو جندي عمل سابقاً في إطار قوات حفظ السلام النروجية ضمن وحدة متخصصة بناقلات الجند في بلدة إبل السقي، وذلك في العام ١٩٨٠.

وبعد أن جال بنظره على التلال الخضراء التي تحيط ببلدة إبل السقي في قضاء مرجعيون، تحدث أوفت عن تلك المرحلة بنفحة من الحنين الى الماضي، فقال: "خلال الثلاثين سنة الماضية، بقي تفكيري منشغلاً وبشكل يومي بأصدقائي في لبنان وبالحياة التي عشتها فيه"..

أوفت هو واحد من مئات جنود حفظ السلام الذين خدموا في اليونيفيل ضمن الكتيبة النروجية، والتي استمرت في مشاركتها في بعثة الامم المتحدة في جنوب لبنان لمدة عشرين سنة بين عامي ١٩٧٨ و١٩٩٨، علماً أن مساهمة النرويج العسكرية بلغت ٨٠٠ جندي من إجمالي عديد اليونيفيل الذي كان يبلغ في حينه ٥٠٠٠ جندي، و ذلك من خلال ٤٤ تناوب للوحدات النروجية العاملة في اليونيفيل في تلك المرحلة.

وفي هذا السياق، لفت إبن بلدة ابل السقي لويس عاصي - وهو المسؤول عن تنسيق الأنشطة والزيارات بين جنوب لبنان ومنظمة قدامى العسكريين النرويجيين الذين شاركوا في عمليات القوات الدولية - إلى أنه تم ترتيب الزيارات السنوية من قبل قدامى العسكريين الى لبنان بطريقة تتوافق مع الاحتفال باليوم الوطني النرويجي في كل عام، أي في ١٧ أيار، والذي يحتفل فيه في ابل السقي.

وفي الحديث عن علاقته مع قوات حفظ السلام النروجية وقدامى العسكريين، أشار عاصي إلى أن "ما بنته الكتيبة النروجية في الماضي شكل الأساس لمهمة اليونيفيل في جنوب لبنان في السنوات اللاحقة."

أما الطبيب هارالد هوب، فقد علق على ذلك بالقول: "بعد ٣٥ عاما، عدت إلى لبنان".

وهنا لا بد من الإشارة الى أن هوب عمل في الطاقم الطبي كضابط في الكتيبتين النروجيتين الرابعة والسابعة اللتان عملتا في بلدة راشيا الفخار في قضاء حاصبيا ما بين عامي ١٩٧٩ و١٩٨١.

وفي وصفه للوضع في جنوب لبنان خلال تلك السنوات، قال هوب: "عند وصولي إلى لبنان في العام ١٩٧٩ صدمت عندما رأيت الأضرار واسعة النطاق في المنازل في جنوب لبنان، حيث معظم المناطق الجنوبية بدت غير مأهولة".

وبعد أن عبّر عن تعاطف واهتمام كبيرين لجهة تحسّن الظروف الحياتية للجنوبيين، أضاف هوب: "عندما عدت أنا وعائلتي الى لبنان هذه السنة سررت لرؤية تحسّن ملموس في الحياة هنا، حيث يمكن رؤية طرقات افضل مما كانت عليه في السابق، وفنادق ومحطات وقود، وبنية تحتية، والعديد من المنازل الجديدة".

تأسست اليونيفيل بعد اعتماد مجلس الأمن في الأمم المتحدة القرارين ٤٢٥ (١٩٧٨) و٤٢٦ (١٩٧٨)، حيث دعا القراران إسرائيل إلى الكف فورا عن عملياتها العسكرية وسحب قواتها من جميع الأراضي اللبنانية.

وبناءً عليه، وصلت طلائع قوات اليونيفيل إلى المنطقة بتاريخ ٢٣ آذار ١٩٧٨، حيث كانت النرويج إحدى الدول المساهمة بتلك القوات في ذلك الوقت، جنبا إلى جنب مع السويد والنيبال وغانا وفنلندا وفرنسا وايطاليا وايرلندا وفيجي.