الطيران لأجل السلام

مروحية للقوّة الجوّية الايطالية تساعد في إخماد الحريق

مروحية للقوّة الجوّية الايطالية من طراز أغوستا بيل 212

مروحية للقوّة الجوّية الايطالية تجمع مياه من البحر خلال تمرين على مكافحة الحرائق

الفريق الطبي الفرنسي يقدّم الاسعافات الأولية كجزأ من تدريب على الاجلاء الطبي

طيارو القوة الجوّية الايطالية في مروحية من طراز أغوستا بيل 212

previous next
7 فبراير 2013

الطيران لأجل السلام

تعتبر خدمة الدعم التي تجسدها قوّة المروحية الايطالية احدى الأبطال المجهولين في بعثة حفظ السلام في لبنان وهي التي تأسست في العام 1979، أي بعد سنة على تأسيس اليونيفيل.

قوّة المروحية الايطالية هي أقدم وحدة في اليونيفيل وقد شهدت على الكثير من تاريخ الوينيفيل وجنوب لبنان بعد ثلاثة عقود من الخدمة المتواصلة، ناهيك عن الانجازات، المصاعب، الخسائر والأهم الدروس التي تمّ اكتسابها.

تأسست القوة في تموز 1979 اثر صدور قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 وذلك بهدف تقديم الدعم الجوّي لليونيفيل، وبدأت العمل بمروحية واحدة.

وقد حلّق طياروها ما يزيد عن 36 ألف ساعة، ناقلين أكثر من 145 ألف راكب من ضمن مهمتهم.

وابّان حرب تموز 2006 في جنوب لبنان وتبّني القرار 1701، تحوّلت قوة المروحية الايطالية الى قوّة عمل بحيث تم استبدال المروحيات القديمة بأخريات جدد وأكثر تقدما وباتت تركيبة القوة تضم 5 مروحيات من طراز أغوستا بيل 212.

تعمل قوّة المروحية الايطالية تحت اشراف القائد العام لليونيفيل وتتألف من ثلاث فروع من القوات المسلّحة الايطالية وهي الجيش، سلاح الجو، والبحرية.

للقوة الجوّية الايطالية تشكيلان مبرمجان، جاهزان للاقلاع يوميا. التشكيل الأول متعدد المهام اذ ينقل المسؤولين من مكان الى آخر، ويقوم بعمليات إستطلاع على طول الخط الأزرق ومنطقة عمليات اليونيفيل، اضافة الى مكافحة الحرائق خلال فصل الصيف بالتعاون مع القوّات المسلحة اللبنانية، عند الطلب.

هذا فيما تنحصر مهمة التشكيل الثاني بتنفيذ عمليات الاجلاء الطبي واجلاء الضحايا. فمنذ تأسيسها، قامت القوة المروحية الايطالية بنقل ما يزيد عن 1700 حالة طارئة للمرضى والمصابين وهي في حال استعداد يومية ليلا نهارا.

إحدى مروحيات الإجلاء الطبي تستطيع الاقلاع في ظرف ثلاثين دقيقة وعلى متنها الطاقم الطبي الجوّي الفرنسي، في اشارة ثانية الى الجهد المشترك الذي يتم بذله في اليونيفيل.

ثلاثون سنة من الخدمة لم تمرّ بسلاسةن فالمأساة ضربت أكثر من مرّة. في 1980 تحطمت 4 مروحيات خلال اعتداء، وفي 1986 تم اطلاق النار على مروحية وتمّ اسقاطها بالقرب من صيدا فتعرّض طاقمها للخطف ومن ثم أطلقوا. وفي آب 1997 تحطمت مروحية فقتل طاقمها الذي تألف من أربعة ايطاليين وايرلندي.

وهنالك أيضا أوقات جميلة. أوقات تمضيها في مقهى القوة المروحية الايطالية حيث يحاط المرء بتاريخ حقيقي، و كابوتشينو اللذيذ، وتفاعل بشري. صور الجنود والضباط الذين خدموا في القوة الايطالية تملئ الجدران. وهذه الصور تذّكر بمن خدم في هذه القوة الجوّية وساهم في اغناء تاريخها.

قائد الوحدة الايطالية الراهن وقائد القوّة الجوية الايطالية في اليونيفيل الكولونيل جياكومو ليباري، يتحدث باعتزاز عن مقهى القوّة الجوية الايطالية حيث وكما يقول " نلتقي معا لنتحدث ونسترخي". وسأل في مقابلة: "لماذا لا نحلّ المشاكل الشائكة ونحن نحتسي الكابوتشينو، كما يقول المثل الايطالي."

وينضم رئيس العمليات في القوّة الجوّية الايطالية النقيب جيانلوكا كاروفالو الى الحديث ليسرد قصة شجرة الزيتون والكولونيل انزو فانتوريني.

"زرعها فانتوريني في مبنى القوة الجوية الايطالية القديم في العام 1995 عندما كان مسؤولا عن القوّة ومن ثم غادر البلاد عند انتهاء مهمته. وعندما علمت زوجته أنني سأزور لبنان لأنضم الى اليونيفيل في العام 2008 أخبرتني عن الشجرةز و لذا عند وصولي فتشت و عثرت عليها."

النقيب كاروفالو يسرد هذه القصة بتأثر ويقول: " لقد طلبت منّا زوجته ان نضع لوحة على الشجرة تحمل الجملة التالية : ان الجذور العميقة تتحمّل العواصف، وذلك في ذكرى رحيل زوجها الذي قضى أثناء قيامه بواجباته العسكرية في مهمة أخرى."

ان شجرة الزيتون في مبنى القوّة الجوّية الايطالية الجديد تجسّد رمزا للاستمرارية مع الزملاء الذين غادروا والآتين مستقبلا لاستكمال ارث هؤلاء الأبطال.