التبرّع بالدم في سبيل الحياة
بدأت القصة عندما تعرّض الشاب جميل صعب من بلدة كوكبا إلى حادث مؤسف في ١٤ أيلول الماضي واحتاج إلى نقل دم من فئة O- ولم تتواجد. ولما كانت حال ابن السابعة عشرة خطرة، تدخّل الجميع للمساعدة.
رئيس بلدية كوكبا أخذ المبادرة واتصل بالجنود الماليزيين في اليونيفيل طالباً مساعدتهم لإنقاذ حياة هذا الشاب، فتصرّف الماليزيون وفق التقليد المتّبع في بلادهم وهو "عندما تكون البلاد في حاجة ما، يتدخل الجيش للمساعدة".
لبّى الجنود النداء وأمنّوا الدم المطلوب للشاب فأنقذوا حياته وتولّوا الأمر بأنفسهم. اتصلوا بالصليب الأحمر اللبناني ومدير مستشفى مرجعيون الرسمي واتفقوا على تزويده بالدم بشكل مستمر. وهكذا يزور المستشفى أسبوعياً أربعة جنود يتبرّع كلٌّ منهم بـ٤٥٠ سنتمتراً مكعباً من الدم للاستعمال المستقبلي.
تبرّع العقيد يحيا زولازيزي بدم من فئة O+، والكابتن سيلفستر شاي B+، والعقيد محمد بستمان A+، والملازم العريف بلاب كريسنان A+. وشدّد العقيد زولازيزي على أن هدفه الرئيسي مساعدة السكان المحليين فيما اعتبر الكابتن شاي أن علينا جميعاً مساعدة بعضنا البعض لأننا لا نستطيع تصنيع الدم.
أشار المشرف على المختبر في مستشفى مرجعيون الحكومي داني روماني أنهم يفتقدون دوماً لتخزين مستمر للدم. وقال: "نحن هنا في هذه المنطقة الحدودية بأمسّ الحاجة إلى تبرعات الدم لأنّ قسماً من مرضانا يقوم بغسل الكلى والبعض الآخر يخضع لعلاجات قلبية لذا نحتاج دوماً إلى نقل دم وليس لدينا متبرّعون باستثناء أهل المريض في حالات الطوارئ."
أمّا المسؤول الطبي في الكتيبة الماليزية الكولونيل الطبيب مهد رسلي ماجد فقال إنّ الضباط الماليزيين متحمّسون للمساعدة موضحاً:" أخذنا المبادرة ومن الآن فصاعداً سيكون هنالك تزويد دائم بالدم في المستشفى لتغطية حالات الطوارئ وغيرها."
نائب القائد الماليزي الكولونيل محمد اسماعيل شدّد على أن الجنود لم يتلقوا أيّ أوامر للتبرع بل قاموا بذلك بملء إرادتهم. وقال: " على الرغم من أننا نختلف من حيث الثقافة والمجتمع إلاّ أننا نتشابه بإنسانيتنا."
مستشفى مرجعيون ممتنة كما مديرها د. مؤنس كلاكش الذي قال: " تمثّلت ردّة فعلنا الأولّية لدى علمنا بمبادرة الماليزيين بأن دعمناها بالكامل خصوصاً أن التبرع بالدم حاجة انسانية وطبية ولا يسعنا سوى أن نشكرهم مسبقاً على حياة الأشخاص الذين سينقذونهم."