التايكواندو- الهدية التي تحافظ على العطاء
السرعة وخفّة الحركة هما بعض الخصائص المميزة للتايكواندو، وهو أحد فنون الدفاع عن النفس الكورية، وهو أيضاً الرياضة الوطنية لكوريا الجنوبية.
بسرعة فائقة تقدم أكثر من 100 شخص بطلب للمشاركة في دورات التايكوندو المجانية، وذلك عندما بدأ جنود حفظ السلام من الكتيبة الكورية التابعة لليونيفيل عملية التسجيل في تشرين الأول/ أكتوبر.
كان الإقبال كبيراً، وكذلك الاهتمام، ولكن لم يكن هناك شيء جديد بالنسبة للكتيبة الكورية، فهي تقدّم دروس التايكواندو لمن يرغب من السكان في البرغلية والعباسية، جنوب لبنان، منذ عام 2008. وعلى مرّ السنين، زاد التعلّق بهذه الرياضة القتالية الكورية بشكل بارز وبات الجميع ينتظر هذه الدورات، خاصة وأن الدروس التي تتطلب حضوراً شخصياً كانت معلّقة بسبب جائحة الكوفيد-19.
تم اختيار مشاركين من المنطقة تتراوح أعمارهم بين 6 و32 عاماً، حيث جرى تقسيمهم إلى صفوف مختلفة وفقاً لمستوياتهم، في حين تمت زيادة وتيرة الدروس من 2 إلى 5 أيام في الأسبوع. مدربو التايكوندو في الكتيبة الكورية هم أساتذة في فنون الدفاع عن النفس، ويريد المعلم من طلابه التعلم والنمو والتفوق.
فاطمة، 19 عاماً، وهي احدى المشاركات، قالت: "أشكر الكتيبة الكورية على افتتاح دورة التايكوندو المجانية لسكان المنطقة، وأتمنى أن يتم ترقيتي إلى 4 دان من خلال هذه الدورة". كانت فاطمة تنتظر بفارغ الصبر استئناف الدورات لتطوير قدراتها وتأمل أن تحصل على المستوى التالي من الحزام الأسود أو 4 دان.
يؤدي المشاركون، والذين يشملون عدداً من الشابات والشبان، حركات الركل واللكمات بحماس واضح، علماً أن هذه الدورات التدريبية ليست سهلة وتتطلب قدراً كبيراً من الانضباط والتحمّل والتنسيق. ومع ذلك، فإن المشاركين يحبونها، والصور تُظهر ذلك.
تجدر الإشارة الى أن الكتيبة الكورية التابعة لليونيفيل قدّمت الدعم على مرّ السنين للقوات المسلحة اللبنانية والمجتمعات المحلية في الجنوب من خلال العديد من المشاريع، مثل الدعم الطبي، وتعبيد الطرق، وتجديد المرافق العامة، وتركيب مولدات الطاقة الشمسية. لكن تعليم التايكوندو، وهو جزء لا يتجزأ من ثقافتهم، لسكان المنطقة كان أكثر بكثير من مجرد مشروع دعم. لقد كانت هدية، وهذه الهدية تستمر في العطاء.