"الإجراءات المتعلقة بالألغام لا يمكن أن تنتظر"
بينما يحتفي العالم باليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام في 4 نيسان/ أبريل، يواصل جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل العمل الحاسم لتطهير مساحات شاسعة من أراضي جنوب لبنان من الألغام الفتاكة.
موضوع هذا العام، تحت عنوان "الإجراءات المتعلقة بالألغام لا يمكن أن تنتظر"، يسلّط الضوء على الحاجة الملّحة لمعالجة التلوث والتهديد المستمر الذي شكلته الذخائر المتفجرة على مدى عقود.
تشكل الألغام الأرضية أو غيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب خطراً كبيراً في جنوب لبنان. هناك أكثر من 1200 منطقة ملوثة في جنوب لبنان تغطي أكثر من 6,9 مليون متر مربع من الأراضي، مما يؤثر سلباً على ما يقدر بنحو 200,000 شخص وموظف تابع للأمم المتحدة. ولمكافحة هذا التهديد، تواصل اليونيفيل دعم الأنشطة الإنسانية للحكومة اللبنانية في مجال إزالة الألغام.
وفي هذا المجال، قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن النزاعات تترك وراءها ألغاماً أرضية وذخائراً متفجرة تشكل تهديداً للمجتمعات حتى بعد توقّف القتال. وشدد في رسالته على أن "السلام لا يوفر أي ضمان للسلامة عندما تكون الطرق والحقول ملغومة، وعندما تهدد الذخائر غير المنفجرة عودة السكان النازحين، وعندما يجد الأطفال ويلعبون بأشياء لامعة تنفجر".
تؤدي دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) دوراً حيوياً في ضمان بيئة مستقرة وآمنة في جنوب لبنان. وتقدم الدائرة التوجيه الفني وضمان الجودة والرقابة لفرق اليونيفيل لإزالة الألغام والتخلّص من الذخائر المتفجرة، وتقدم التوعية حول مخاطر الألغام للمجتمعات المحلّية.
في عام 2022، طهّر خبراء نزع الألغام التابعون لليونيفيل 25,479 متراً مربعاً من الأراضي ودمّروا 5571 لغماً مضاداً للأفراد. يذكر ان التعاون بين دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، واليونيفيل، والمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام يُمكّن اليونيفيل من المساهمة في رؤية لبنان المتمثلة في "ازدهار المجتمعات اللبنانية بعيداً عن خطر الذخائر المتفجرة".
وهذا اليوم هو تذكير مهم لمواصلة دعم الجهود لإزالة الألغام الأرضية وضمان سلامة المجتمعات. وكما أشار الأمين العام، فإن "التوعية من مخاطر الألغام لا يمكن أن تنتظر"، وهناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على هذا التهديد القاتل.