أنشطة اليونيفيل الإنسانية في ٢٠١٥

previous next
18 يناير 2016

أنشطة اليونيفيل الإنسانية في ٢٠١٥

إنتهى منذ أيام العام ٢٠١٥، ومرّت عشر سنوات تقريباً على صدور قرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١ (٢٠٠٦). البيئة الأمنية في جنوب لبنان اليوم مختلفة استراتيجيا عن الوضع الذي كان قائما حتى عام ٢٠٠٦، وذلك بفضل تضافر جهود اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، وأيضاً بفضل عزيمة سكان جنوب لبنان.

إن جنود حفظ السلام يحاولون على الدوام بذل قصارى جهدهم لمساعدة السكان المحليين وحمايتهم، ونحن فخورون بالعمل مع الشعب اللبناني لضمان السلام والإستقرار في المنطقة.

تظل سلامة وأمن منطقة عمليات اليونيفيل من الإعتبارات الرئيسية لدينا، وفقط في عام ٢٠١٥، نفذت البعثة ما معدله ٤٠٠ نشاط في اليوم الواحد، بما في ذلك الدوريات التي تجري بتنسيق وثيق مع القوات المسلخة اللبنانية، والمساعدات التي يتم تقديمها إلى المجتمعات المحلية.

تتألف اليونيفيل حالياً من أكثر من عشرة آلآف جندي حفظ سلام ينتمون إلى أربعين دولة مساهمة بقوات، إلى جانب حوالي ألف موظف مدني من محليين ودوليين. ومع ان اليونيفيل ليست وكالة إنسانية أو تنموية، فإن لديها نزعة إنسانية قوية تظهر بشكل يومي من خلال تنفيذ أكثر من ١٢٠٠٠ نشاط في مجال التعاون المدني- العسكري إلى جانب أنشطة الشؤون المدنية، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه الأنشطة نحو ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف دولار.

تنفذ اليونيفيل مشاريع على نطاق صغير وسريعة التنفيذ تُعرف بإسم "المشاريع ذات الأثر السريع".
بعض من هذه المشاريع، التي ترعاها الدول الأعضاء، تهدف إلى معالجة بعض الإحتياجات الأكثر إلحاحا للسكان، وترمي إلى دعم السلطات المحلية وتعزيز الروابط بين اليونيفيل والمجتمعات المحلية.

في عام ٢٠١٥، تم تنفيذ ٣٠ مشروعاً من "المشاريع ذات الأثر السريع" بمبلغ إجمالي بلغت قيمته ما يقرب من خمسمائة وخمسين ألف دولار في مجالات إعادة بناء البنية التحتية العامة، وإعادة تأهيل الطرق الزراعية، والمدارس، والمستشفيات، وتحسين الوصول إلى الخدمات العامة مثل الماء والكهرباء، وإعادة التشجير ومشاريع بيئية أخرى.

كما تقدم البعثة مساعدة مجانية في مجال طب الأسنان والطب البيطري بأعداد كبيرة. وقد تلقى أكثر من ٥٥٠٠٠ شخص العلاج على يد أطبائنا. كما قدّم أخصائيو الطب البيطري في اليونيفيل الرعاية لحوالي ٤٨٠٠٠ رأس ماشية.

وبالإضافة إلى ذلك، عملت اليونيفيل في مجال تجهيز المدارس للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير المعدات التقنية للمرافق التعليمية، ودعمت التعاونيات الزراعية في عدة قرى، ونظمت دورات لتعليم اللغات والطبخ، وأجرت تدريبات مهنية، وإعادت تأهيل مواقع تاريخية وقدمت التوجيه الفني والخبرة في العديد من المجالات.

الإنجازات التي شهدناها تتحقق وعملنا عليها خلات السنوات العشر الماضية ينبغي رعايتها وتنميتها والمحافظة عليها. إن السلام والأمن لا يمكن أن يتحققا إلا عندما يكونان مصحوبين بجهود ملموسة وثابتة تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان في منطقة عملياتنا. ودعم بسط سلطة الدولة في منطقة عمليات اليونيفيل هو أمر بالغ الأهمية من أجل تنفيذ ولاية البعثة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١.

إن الدعم المتواصل والمساعدة اللذين تتلقاهما اليونيفيل من السلطات اللبنانية والقادة الروحيين والمجتمعات المحلية لا تقدر بثمن لناحية تحفيز قدرة اليونيفيل على مواصلة سعينا المشترك للحفاظ على السلام والأمن في جنوب لبنان.

التنمية الإقتصادية والرخاء العام الذي ازدهر في المنطقة هو خير دليل للجميع على الأرض. إن سكان جنوب لبنان يقدّرون كل هذا الجهد الصادق، وقبل كل شيء، يقدّرون الهدوء غير المسبوق الذي ينعمون به منذ عام ٢٠٠٦ من خلال الجهود المشتركة لليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية والقوى الأمنية والتعاون الوثيق مع السلطات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة في لبنان.