شدد رئيس بعثة اليونيفيل المنتهية ولايته، اللواء لوتشيانو بورتولانو، على أهمية استمرار الإنخراط الوثيق والعلاقات مع السكان المحليين والسلطات لنجاح تنفيذ ولاية بعثة الأمم المتحدة.

وفي مقابلة أجريت معه مؤخراً، قال اللواء بورتولانو: "من الناحية العملية، يمكنني تعريف العلاقة مع السكان المحليين بأنها أمر محوري، مما يعني أن وجود هذا العنصر قد يؤدي إلى تحقيق النجاح. وإذا لم يتواجد هذا العنصر فإن ذلك سيؤدي، بالتأكيد، الى تعطيل المهمة بشكل كامل".

وأضاف: "ولذلك فإن الصلة بين أفراد اليونيفيل والسكان المحليين تمثل العنصر الأكثر أهمية الذي أوصي القيادة في المستقبل أن تأخذه في الإعتبار".

تجدر الإشارة الى أن الجنرال الإيطالي سوف يغادر اليونيفيل في الأسبوع المقبل بعد أن تولّى قيادة عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمدة سنتين. وسوف يسلّم رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام القيادة إلى خلفه الإيرلندي اللواء مايكل بيري.

يتمتع اللواء بورتولانو بخبرة واسعة في العمليات المتعددة الجنسيات، حيث شغل منصب قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، وكذلك عمل في العراق وكوسوفو، وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. ومع الأمم المتحدة، عمل كمراقب عسكري في بعثة المراقبة في العراق والكويت وكذلك في مجموعة المراقبة بين العراق وايران. كما شغل منصب الملحق العسكري في السفارة الايطالية في المملكة المتحدة، ومنصب نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة في القوات المسلحة الإيطالية.

وفي مقابلته الأخيرة مع وسائل إعلام اليونيفيل، عدّد اللواء بورتولانو مجموعة واسعة من الإنجازات التي تم تحقيقها خلال عامين من وجوده على رأس بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تولًى قيادة أكثر من ١٠٥٠٠ جندي من أربعين دولة وما يقرب من ألف موظف مدني.

وتابع: "وصلت الى المنطقة التي تقع ضمن مسؤولية اليونيفيل في ٢٤ تموز ٢٠١٤ في الوقت الذي كانت فيه الحرب مندلعة في سوريا وأجواء عدم الاستقرار تطغى على المنطقة بأسرها. ولذلك أعتقد أن أبرز العناوين خلال العامين اللذين كنت فيهما مسؤولا عن قيادة مهمة اليونيفيل الرائعة بصفتي قائد للبعثة كانت الحفاظ على الجزء الجنوبي من لبنان، وهو المنطقة التي تقع ضمن مسؤوليتنا، وكذلك المنطقة البحرية التي تقع ضمن مسؤوليتنا، واحدة من أكثر المناطق استقرارا، ليس في لبنان فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط بأسره".

ولكن هذا الدور لم يكن بلا تحديات، فقد عدد قائد اليونيفيل المنتهية ولايته هذه التحديات، وشرح أيضاً كيف استطاعت البعثة الحفاظ على الهدوء الملحوظ.

قال: "تمحورت التحديات كافة حول إمكانية امتداد الأزمة في المنطقة وكذلك امتداد النزاع السوري من حيث اللاجئين ومن حيث الخلايا النائمة المحتملة، الى جانب تحديات الحفاظ على سلامة الخط الأزرق عند حدوث توتر قوي بين الاطراف. ازداد الوضع تعقيدا نوعا ما، لأنه هنا في الجنوب ينتشر لواءان من ألوية القوات المسلحة اللبنانية من أجل الحفاظ على الاستقرار، فكان علينا أن نعزز وجود اليونيفيل على الأرض، ولذا رفعنا المعدل المتوسط من ٢٥٠ نشاط عملياتي يوميا الى ما معدله ٤٠٠ نشاط، وأحيانا وصل العدد الى ٥٠٠ نشاط عملياتي في اليوم براً وبحراً وجواً".

----------------------------------------------------------------
محرر مقال: اوبين أوسوليفان، تيلاك بوخاريل
محرر فيديو: اوبين أوسوليفان، سوزان بدر الدين
كاميرا فيديو: محمد حمزة، اوبين أوسوليفان
صورة: باسكال غ. ماركوس
----------------------------------------------------------------