التهريج العلاجي ينعش الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
لم يحتج المهرّج فالتر إلى أكثر من ابتسامة وأنف أحمر ليرسم ابتسامة على وجوه مئة تلميذ في مدرسة عيتا الشعب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين عاشوا فرحاً حقيقياً وضحكوا من أعماق قلوبهم طيلة ساعة ونصف، ولكن الأهم، شعروا بأنهم محبوبون من دون أي تمييز.
يقول المؤهل فالتر ماتزوكّي من القوة الجوية الإيطالية في اليونيفيل والمتخصص بالتهريج العلاجي، إلى جانب عمله الروتيني في اليونيفيل: "يظنّ معظم الناس أنّ هذا مجرد نوع من الترفيه، ولكننا لسنا مهرّجي سيرك... أفضل طريقة لإظهار التعاطف، وخصوصاً تجاه الأطفال، تكمن في أن يعطي المرء من ذاته. وأنا أحاول أن أعطي من ذاتي، ضمن إمكانياتي."
أما حنان مزنّر المنسقة التربوية في المدرسة فتلاحظ قائلة: "على الرغم من أنّه المهرّج الذي يُضحك هؤلاء الأطفال، كان من الواضح أنّه أيضاً أحبّهم."
في الواقع، التهريج العلاجي يهتم بالحاجات النفسية والاجتماعية للأطفال. وتؤدي قوة الفكاهة والضحك العلاجية إلى محاربة التوتر وتخفف من الألم عبر إطلاق مادة الأندورفين التي تسكّن آلام الجسم بطريقة طبيعية. بالنسبة لفالتر، "في معظم الحالات، تكمن مشكلة الطب الحديث في أنه يركّز على التخفيف من أثر المرض بدلاً من أسبابه."
تضيف حنان: "هذه خبرة فريدة من نوعها، خصوصاً أنّها من تنفيذ أحد جنود اليونيفيل. إنه علاج عبر الضحك. نحن نسعى لتقديم دعم نفسي لهؤلاء الأطفال بطريقة إيجابية بحيث يتمكنون من التواصل مع المجتمع. لاحظنا عبر تفاعلهم ومن خلال التصفيق أنّهم كانوا سعداء جداً وكانوا يحاولون تقليد فالتر والمشاركة معه."
أما زينب، إحدى طالبات الصف الخامس لذوي صعوبات التعلم، فتحدثت عن مدى سرورها بعرض فالتر. وقالت بحماسة: "هذا رائع، أشكر اللـه على كلّ شيء... أفرَحَنا المهرّج؛ كنّا مسرورين جداً."
وقد تمّ نشاط التهريج العلاجي بمناسبة اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعليمية في 22 نيسان، من تنظيم مكتب الشؤون المدنية ومكتب التعاون المدني والعسكري في اليونيفيل وبالتعاون مع مدرسة عيتا الشعب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان لدعد اسماعيل مديرة المدرسة ومؤسسة جمعية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مداخلة تحدثت فيها من القلب. فقالت: "الحقيقة أنّ اليونيفيل من القلائل الذين دائماً أوّل من يبادر منذ تأسيس هذه الجمعية في العام 2006. لطالما كانوا يدعموننا."
من جهته، أكّد ممثل مكتب التعاون المدني والعسكري النقيب تشيرو باريزي أنّه يعلم "أنّ هذه قد تكون مجرد نقطة في البحر،" ولكنّه شدّد على أنّها "بداية جيدة."
----------------------------------------------------------------
مقال: رانيا حرب
محرر فيديو : سوزان بدرالدين
كاميرا فيديو: محمد حمزة
صورة: باسكال غ. ماركوس
----------------------------------------------------------------