البرميل الأزرق يشرح الخط الأزرق
خط الانسحاب أو ما يعرف بالخط الأزرق تم وضعه سنة ٢٠٠٠ لتأكيد انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان. وقد مرّت ست سنوات منذ بدأت اليونيفيل، بالتعاون مع لبنان واسرائيل، بوضع علامات على هذا الخط بغية جعل رؤيته واضحة على الأرض بالنسبة للسكان المحليين والجنود.
غير أن الكثير من اللغط يشوب الخط الأزرق لناحية ما يمكن اعتباره خطا أزرق أو عدم اعتباره.
جهد كبير قد بُذل لشرح هذا الموضوع من خلال برامج وثائقية تلفزيونية وحلقات اذاعية ومقالات في مجلة الجنوب وعلى الموقع الالكتروني لليونيفيل، ولكن كيف تشرح هذا الموضوع المعقد لتلامذة مدرسة في العاشرة من عمرهم بطريقة تجذب انتباههم ويسهل استيعابها.
وللايجابة عن هذا السؤال التحدي ابتكرت وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في اليونيفيل "البرميل الأزرق".
النقيب أندريا رومولي من وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في اليونيفيل ابتكر شخصية البرميل الأزرق وهو برميل بقياس الانسان، كامل ويتألف من برميلين، له يدين وعامود فقري، ووجه ضحوك.
وهكذا تحوّلت براميل الخط الأزرق المعدنية الجامدة الموضوعة على طول الخط الأزرق الى برميل تفاعلي يبتسم واسمه البرميل الأزرق.
وانطلق البرميل الأزرق في أولى مهامه فزار المدرسة الرسمية في بلدة جبال البطم حيث قدّم فريق من وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في اليونيفيل عرضين لتلامذة الصف السادس.
أراد فريق وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في اليونيفيل في بداية العرض تلّمس معرفة التلامذة عن اليونيفيل والحدود ودورها لذا بادر الى طرح الأسئلة:
لماذا تتواجد اليونيفيل هنا؟ وما هو دور جنود حفظ السلام؟ وما هي أنشطتهم؟
وأتت أجوبة التلامذة لتشير الى أنهم يدركون ما يحصل حولهم، فهم يعرفون لماذا اليونيفيل موجودة هنا حتى ولو كانت معرفتهم بسيطة.
وأخيرا أتى السؤال الأساس " ما هو الخط الأزرق؟"
تراوحت أجوبة التلامذة بين " الحدود التي لا يمكننا تجاوزها" و " المنطقة التي لا يجب أن نتجاوزها لخطر الألغام" وصولا الى " الحدود المحررة" وحتى بعضهم اعتبر أن الخط الأزرق " منطقة خطرة".
وللتفسير المعمّق والاوضح عن الخط الأزرق تمت الاستعانة بالبرميل الأزرق.
النقيب أندريا رومولي الذي ابتكر هذه الشخصية الكارتونية قال: " ابتكرنا شخصية البرميل الأزرق الذي يبتسم وله يدين بهدف تبسيط الأمور بالنسبة للتلامذة."
والشرح كان بسيطا، " فعندما يكون برميلان زرق في مواجهة بعضهما البعض فعندها يكون الخط الأزرق بينهما."
وبدأت الالعاب المخصصة للخط الأزرق خصوصا أن جنود حفظ السلام أرادوا جعل الدرس تفاعليا بمشاركة الأولاد. وطلب النقيب رومولي من الأطفال كلّ بدوره رسم الخط الأزرق وذلك بحبل أزرق يجمع بين برميلين زرق.
ولمزيد من الايضاحات، طرح جنود حفظ السلام المزيد من الأسئلة: " الى أي حدّ نستطيع الاقتراب من الخط الأزرق؟" " هل علينا اجتياز الخط الأزرق؟" و" على أي جانب من الخط الأزرق يجب أن نكون؟"
وأتت أجوبة التلامذة جميعها صحيحة وكان من الواضح أنهم يفهمون ما يشرحه جنود حفظ السلام هذا اضافة الى استمتاعهم بألعاب الخط الأزرق.
ان الأفكار الرئيسة التي أراد فريق وحدة التواصل مع المجتمع المحلي في اليونيفيل ايصالها للتلامذة تشدّد على أولا: أن الخط الأزرق ليس الحدود بين لبنان واسرائيل وذلك لغياب أي حدود رسمية في الوقت الراهن. ثانيا: ان السياج التقني الذي في معظم الأحيان يكون على مقربة أو بشكل مواز للخط الأزرق ليس بالحدود أو الخط الأزرق. وثالثا: ممنوع اجتياز الخط الأزرق من كلا الجهتين.
هذا وأشار المشرف في المدرسة السيد جميل البندر الى أهمية هذا النشاط خصوصا بالنسبة للطلاب وقال: "اليوم يتعلمون المزيد عن مسألة بهذه الأهمية ونشكر اليونيفيل على هذه المبادرة."
البرميل الأزرق وفريقه من المقرر أن يزوروا العديد من المدارس الأخرى في الجنوب وذلك لنشر المعلومات الصحيحة عن الخط الأزرق وذلك بابتسامة ومرح.