ضحية قنبلة عنقودية يروي قصته
كان في السابعة من عمره فقط عندما عثر على طابة على الأرض وهمّ إلى التقاطها واللعب بها. كان ذلك في العام ١٩٨٨ أثناء الحرب في بلدة البرغلية الواقعة في جنوب لبنان. ولكن القنبلة العنقودية المموهة على شكل طابة انفجرت ما أن لمسها حسين غندور وأفقدته يداً وساقاً. في ذلك الوقت، لم يكن هناك أحد ليحذّر الصبي الصغير من مخاطر الألغام أو الذخائر غير المنفجرة ولا من أثرها.
في ٤ نيسان، وبمناسبة اليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام، شارك حسين في العروض التي استضافتها اليونيفيل في مقرها العام في الناقورة ضمن مبادرة تهدف إلى نشر الوعي حول الألغام والذخائر غير المنفجرة. كما كان هناك العديد ممّن شاركوا في حملة التوعية التي نظّمها فريق الأمم المتحدة لدعم الأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAST) بالتعاون والتنسيق الوثيقين مع مكتب الشؤون المدنية وفرق إزالة الألغام في اليونيفيل.
كذلك احتُفِلَ باليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام في القطاعين الغربي والشرقي حيث قدّمت فرق متخصصة بنزع الألغام من عدة وحدات في اليونيفيل عروضاً للتلاميذ تمحورت حول شكل الألغام وكيفية إزالتها، وعن الكلاب البوليسية وتقنيات التخلص من الألغام. وقام خبراء إزالة الألغام بتحذير الأطفال من عدم لمس أي غرض مشبوه وحثّهم على التبليغ عن إيجاد هذه الأغراض إلى ذويهم على الفور.
شرح علي غانم أحد التلاميذ خبرته في لعب دور عنصر نزع الألغام في حقل ألغام وهمي قائلاً: "استخدمت آلة الكشف عن المعادن للبحث عن الألغام المخبأة تحت الأرض. ما أن تكتشف الآلة شيئاً تطلق صفارة إنذار فنبدأ بالحفر بحثاً عنه. تعلّمت أنه علينا عدم لمس أي جسم مشبوه أبداً وأن نبلغ عنه اليونيفيل من إجل إزالته."
كذلك، قُدِّمَت عروض حول نزع الألغام للتلاميذ. فقامت الكلاب البوليسية التابعة للكتيبة السريلانكية بالعثور على ذخائر في سيارة. تدخّل تقنيو وسائل التخلص من الألغام الفرنسيون بنشر رجل آلي سحب القنبلة من مكانها ودمّرها تأميناً لسلامة العمليات والتجهيزات وفريق العمل والمواد. وقام عضو آخر من الفريق مرتدياً بزّة حماية بتفكيك الأجزاء المتبقية من القنبلة.
أما مدير برنامج الأمم المتحدة لدعم الأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAST)، ليون لوو، فشدد على الرسالة الأساسية لعام ٢٠١٤ من وراء اليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام وهي تشجيع عمل المرأة في مكافحة الألغام ولفت الانتباه إلى الضحايا والمصابين من المتفجرات من مخلفات الحرب إضافة إلى تعليم الأطفال عن عدم لمس أي غرض مشبوه أو التقاطه.
يقول حسين: "في البدء عانيت من إصابتي لأنه في ذلك الوقت، لم يكن لبنان مجهزاً بما فيه الكفاية لمساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. لاحقاً، التحقت ببرنامج إعادة تأهيل وعدت إلى المدرسة وزاولت حياتي الطبيعية." وشدّد قائلاً: "الآن ألعب كرة القدم وأعمل في مجال الأطراف الاصطناعية من أجل مساعدة المصابين مثلي ودعمهم."
وأضاف حسين قائلاً: "لا يهمّ مدى إسهابك بالشرح لمصاب بقنبلة عنقودية عن كيفية تمكنه من مواصلة حياته بشكل طبيعي. سيجد صعوبة بتصديقك، ما لم تكن شخصاً عانيت مثله. فهذا يمنحه أملاً للمستقبل."
وحثّ حسين الأطفال قائلاً: "عليكم التبليغ عن أي شيء مشابه للأغراض التي رأيتموها اليوم وعدم الاقتراب من أي مكان تجدون فيه علامة "حقل ألغام"، منعاً لوقوع أي حادث مشابه لما حصل معي."