النساء في اليونيفيل يصنعن الفرق
تصطف على جدران الغرفة الكماشات ومفاتيح البراغي والمفكات والبراغي والإطارات والرافعات والأدوات الميكانيكية الأخرى، فيما طابور من ناقلات الجند المدرعة والآليات الثقيلة والسيارات يصطف خارج البناء ذات السقف المعدني، في انتظار أعمال الصيانة. مرحبا بكم في ورشة عمل ميكانيك السيارات في مقرّ قيادة القطاع الشرقي التابع لليونيفيل، وتحديداً في قاعدة ميغيل دي سرفانتس التي تقع في سهل بلدة إبل السقي في قضاء مرجعيون بجنوب لبنان.
الرقيب ناديا كامبو، وهي عاملة ميكانيك اسبانية تخدم حالياً كجندية حفظ سلام في اليونيفيل، تتفحص سيارة دورية، حيث تتحقق من زيت المحرك وتغيّر فلتر الزيت. تعمل ناديا، الى جانب زميلين آخرين تحت امرتها، دون كلل من أجل انهاء المهام الموكلة اليهم في الوقت المحدد.
تتحدث الرقيب ناديا كامبو بثقة، فتقول: "نحن 49 شخصا في فريق العمل، وأنا المرأة الوحيدة في الفريق، والأعمال الموكلة الي تتضمن المهام نفسها الموكلة الى زملائي".
هذا مثال واحد فقط عن بيئة حفظ السلام في جنوب لبنان، حيث يتبارى حفظة السلام من النساء والرجال على قدم المساواة لانجاز مجموعة واسعة من المهام بتفانٍ ومهنية. يقوم النساء والرجال بتنفيذ مختلف المهام على أساس مؤهلات كل شخص منهم وتخصصه وخبراته.
وتماماً مثل الرقيب كامبو، هناك سيدات أخريات عاملات في حفظ السلام ممن يعملن بجدٍ كل يوم لمساعدة البعثة في تنفيذ ولايتها، وهن يصنعن فارقا في المجتمعات المحلية. الرائد نيروباما سومان هي احداهن. الطبيبة الرائد سومان تعمل مع الكتيبة الهندية التابعة لليونيفيل، وتقول "ان السيدات العاملات في حفظ السلام يلعبن دورا متميزاً، ذلك ان النساء والأطفال يستطيعون التعبير عن مشاكلهم الصحية وهواجسهم مع الطبيبة بشكل أفضل".
الى ذلك، جنديات حفظ السلام في اليونيفيل نشطات أيضاً في البحر. الضابط مايكي، وتعمل في المجال الطبي وهي عضو في فريق القوات البحرية الألمانية التابع لقوة اليونيفيل البحرية، تستعيد تجربتها في إنقاذ الناجين من قارب غرق قبل بضع سنوات، فتقول: "أنقذنا الناس وقدمنا لهم المساعدة الطبية، والنساء كن سعيدات لأنهن خضعن للفحص على يد امرأة أخرى بدلاً من الرجل".
اشارة الى أن قرار مجلس الأمن الدولي 1325 (2000) يؤكد على أهمية مشاركة المرأة على قدم المساواة وبشكل كامل كعناصر فاعلة في تجنّب النزاعات وحلّها وبناء السلام وحفظ السلام. كما يدعو الدول الأعضاء لضمان مشاركة المرأة المتساوية والكاملة في جميع الجهود الرامية إلى صون وتعزيز السلام والأمن، ويحثّ جميع الجهات الفاعلة لزيادة مشاركة المرأة وإدماج منظور النوع الاجتماعي (الجندري) في جميع مجالات بناء السلام.
"لماذا اخترت هذا العمل؟"، تسأل رئيفة خنيفس، وهي موظفة مدنية لبنانية تعمل في حفظ السلام مع اليونيفيل في وحدة اطفاء الحرائق والسلامة. وتجيب: "أولاً لأنه عمل صعب للغاية، وأنا أهوى القيام بأي شيء صعب. ثانياً، لأنني أردت أن أثبت للناس أن تصورّهم الذي يقول بأن النساء لا يعملن الا في المجال الاداري غير صحيح". رئيفة مسؤولة عن التدريب في مجال الحرائق والسلامة للعاملين في اليونيفيل ولعناصر الدفاع المدني اللبناني. كما تؤكد ان "حفظ السلام دون النساء غير ممكن، فنحن نرى الأشياء بطريقة مختلفة عن الرجال، ولهذا السبب فإن النساء والرجال يكمل كل منهما الآخر".
جيهان شاهين موظفة مدنية لبنانية أخرى تعمل في حفظ السلام مع اليونيفيل وهي مهندسة ومتخصصة في المساحات الخضراء، وتعمل في مجال البيئة مع اليونيفيل. تقول: "السيدات العاملات في حفظ السلام هن بمثابة قدوة في المجتمع، ويستطعن تشجيع النساء على المشاركة في عملية السلام".
--------------------------------------------------------------------
مقال: هبا منذر، تيلاك بوخاريل
محرر فيديو: محمد حمزة، إيفن أوسوليفان
كاميرا فيديو: إيفن أوسوليفان، محمد حمزة
صورة: باسكال غوريز
--------------------------------------------------------------------