الدوريات والأنشطة المشتركة بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية في ازدياد ملحوظ

ضابط من القوات المسلحة اللبنانية يتحقق من طريق تسلكه دورية راجلة مشتركة على طول الخط الأزرق مع أحد حفظة السلام الإندونيسيين في منطقة العديسة بجنوب لبنان.

مدرّب إسعاف إيطالي من اليونيفيل يراقب جنود القوات المسلحة اللبنانية وهم يجرون تدريب إنعاش القلب والرئة على دمية، وذلك خلال تدريب مشترك حول تقديم المساعدة الطبية جرى مؤخراً بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.

القوات المسلحة اللبنانية في دورية ليلية مشتركة مع جنود حفظ السلام الإسبان في محيط كفركلا بجنوب لبنان.

جنود حفظ سلام اسبان تابعون لليونيفيل ينطلقون في دورية ليلية مشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية في محيط كفركلا بجنوب لبنان.

جنود القوات المسلحة اللبنانية يستقلّون آليات الدورية في قاعدتهم في كفردونين بجنوب لبنان.

previous next
12 أبريل 2018

الدوريات والأنشطة المشتركة بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية في ازدياد ملحوظ

بقلم تيلاك بوخاريل

"ارتفع عدد الدوريات الراجلة بنسبة ٦٠ في المائة خلال ثمانية أشهر، بينما ارتفع عدد الأنشطة المشتركة بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية بنسبة ٣٤ في المائة"
 

عقب انتشار فوج جديد من القوات المسلحة اللبنانية في منطقة عمليات اليونيفيل في أيلول الماضي، شهدت هذه المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأنشطة العملياتية والتنسيق بين جنود القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل.

رحّبت اليونيفيل بهذه الخطوة التي من شأنها تعزيز ١١ عاماً ونصف من الاستقرار غير المسبوق في جنوب لبنان.

وبالإضافة إلى ازدياد عدد الأنشطة العملياتية المشتركة بين القوتين، فقد شهدت الفترة منذ تبنّي مجلس الأمن الدولي للقرار ٢٣٧٣ في آب ٢٠١٧ أيضا ازدياداً في اجمالي عدد أنشطة اليونيفيل.

تُظهر سجلات اليونيفيل أن عدد الأنشطة المشتركة بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية ارتفع بنسبة ٣٤ بالمائة، أي من ١٥٢٣ في آب ٢٠١٧ الى ٢٠٣٥ نشاطاً في آذار ٢٠١٨. وفي نهاية آذار ٢٠١٨، شكلت الأنشطة المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية في الشهر ما يقرب من ١٤ في المائة من الأنشطة العملياتية اليومية لليونيفيل والبالغ عددها ٤٨٤ نشاطاً. وزادت الأنشطة المشتركة إلى ١٩ في المائة في الأسبوع الأول من نيسان، هذا بالمقارنة مع حوالي ١١ في المائة من الأنشطة التي أجريت بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية في آذار ٢٠١٧.

في العام الماضي، وعند تجديد ولاية اليونيفيل بموجب القرار ١٧٠١، دعا قرار مجلس الأمن الدولي الجديد إلى "نشر فعال ودائم للقوات المسلحة اللبنانية" في جنوب لبنان. كما دعا إلى مزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية والى مزيد من الأنشطة المنسّقة المشتركة.

وقد تمّ تسجيل هذه الزيادة الملحوظة على الرغم من الظروف المناخية الصعبة التي ترافقت مع تساقط للثلوج والأمطار الغزيرة خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني.

وخلال ثمانية أشهر فقط، بين آب ٢٠١٧ وآذار ٢٠١٨، ارتفع المعدل اليومي لعدد الأنشطة المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية من ٤٩ إلى ٦٦ نشاطاً.

أما الزيادة الأبرز فكانت في ارتفاع عدد الدوريات الراجلة التي تقوم بها اليونيفيل، حيث ارتفع عددها من ١٠٨٥ دورية في آب ٢٠١٧ إلى ١٧٣٣ دورية في آذار ٢٠١٨، أي بزيادة نسبتها ٦٠ في المائة تقريبا. هذا بالمقارنة مع ٨٥٨ دورية راجلة في آذار من عام ٢٠١٧.

وفي الوقت الذي لحظ فيه الأمين العام أنطونيو غوتيريس زيادة الدوريات الراجلة على طول الخط الأزرق وفي منطقة عمليات اليونيفيل، كتب في تقريره الأخير عن تنفيذ القرار ١٧٠١ أن هذه الزيادة "عززت من وعي اليونيفيل للأوضاع ومراقبتها".

وقال السيد غوتيريس إن تعميق التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك تعزيز إضافي للقوات المسلحة اللبنانية، سيكون له أهمية حاسمة في تعزيز التقدم نحو التطبيق الكامل للقرارين ١٧٠١ و٢٣٧٣. وأضاف ان نشر "فوج نموذجي في جنوب لبنان، إلى جانب قرار حكومة لبنان بتعزيز انتشار القوات المسلحة اللبنانية (في منطقة عمليات اليونيفيل)، هو دليل على التزام الحكومة ببسط سلطة الدولة".

في مقابل هذه الزيادة في الدوريات الراجلة، سُجّل انخفاض طفيف في عدد الدوريات بالآليات التي عادة ما تشمل مركبات مدرعة ثقيلة – من ٥٥٥٣ دورية في آب ٢٠١٧ إلى ٥٤٤٠ دورية في آذار ٢٠١٨. وهذا من شأنه الحدّ من الضوضاء غير الضرورية للمجتمعات المحلية التي تسببها الأنشطة العملياتية لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، بالإضافة الى تسهيل المرور في الطرقات والأزقة الضيقة.

منذ انتشار القوات المسلحة اللبنانية في منطقة عمليات اليونيفيل في عام ٢٠٠٦ - للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، عمل جنود حفظ السلام التابعون للأمم المتحدة بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، والتي هي أيضا الشريك الاستراتيجي لبعثة الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام وتعزيزه. ويأتي الانتشار الجديد لفوج التدخل الخامس التابع للقوات المسلحة اللبنانية في أيلول بمثابة إضافة إلى اللواءين الموجودين أصلاً في المنطقة التي تبلغ مساحتها ١٠٦٠ كيلومتراً مربعاً.