الجيش اللبنانى يثبّت ٨ نقاط جديدة على الخط الازرق بالتنسيق مع اليونيفيل

فريق اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني يقوم بوضع الملاحظات الخاصة بالاحداثيات المتعلقة بعملية تعليم الخط الأزرق بالقرب من بلدة بليدا في جنوب لبنان

جنود حفظ سلام تابعون لليونيفيل يحملون علم الأمم المتحدة ويتقدمون فريق اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني بالقرب من برميل على الخط الأزرق في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان

على منحدر حاد، تقوم الفرق التقنية التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل بقياس إحداثيات لنقطة جديدة على الخط الأزرق بالقرب من بلدة بليدا في جنوب لبنان

رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري يطلع على سير عمل الفرق التقنية التابعة لليونيفيل والجيش اللبناني خلال تثبيت نقطة على الخط الأزرق بالقرب من ضريح الشيخ العباد في جنوب لبنان

جندي حفظ سلام من الفريق التقني التابع لليونيفيل يتحقق من إحداثيات نقطة على الخط الأزرق تم قياسها من قبل فريق اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني بالقرب من بلدة حولا

previous next
13 يوليو 2017

الجيش اللبنانى يثبّت ٨ نقاط جديدة على الخط الازرق بالتنسيق مع اليونيفيل

على طول الخط الأزرق بالقرب من حقول بلدة بليدا الجنوبية، يحمل فريق اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني بثبات جهاز المسح ورسم الخرائط من أجل أخذ إحداثيات بواسطة نظام المعلومات الجغرافي. وما أن يقوم ضابط الجيش اللبناني باعلان الإحداثية بصوت عالٍ، حتى يباشر زملاؤه في الفريق بتأكيد النقطة المنوي العمل عليها على الأرض. بعدها يتم تثبيت تلك النقطة من خلال غرس وتد معدني في الأرض.

ذلك الوتد الذي يجري غرسه هنا يقع على مسافة قريبة من وتدين آخرين تم طلي أحدهما باللون الأزرق في اشارة الى قياس تم وضعه من قبل  اليونيفيل، وآخر تم طليه باللون الأصفر في اشارة الى قياس تم وضعه من قبل الجيش الاسرائيلي. هنا، يكسر صوت رشّ الطلاء الأحمر من قبل  فريق الجيش البناني للوتد الثالث هدوء تلك البقعة الريفية.

وفي الوقت الذي يقوم فيه  الفريق الطوبوغرافي التابع لليونيفيل بقياس المسافة بين كل من الأوتاد الموضوعة، يتحدث العميد أنطون مراد من الجيش اللبناني، فيقول: "علينا اليوم قياس ثماني نقاط جديدة على طول الخط الأزرق، وسيتم قياس هذه النقاط المقترحة حديثا من قبل القوات المسلحة اللبنانية مع اليونيفيل. وقد تم قياس جزء من هذه النقاط من الجانب الإسرائيلي، ولا تزال هناك حاجة إلى قياس أجزاء أخرى. بعد انتهاء عملية القياس، تبدأ عملية التعليم للخط الأزرق في تلك النقاط".

إن وجود أوتاد معدنية تحمل اللون الأزرق والأحمر والأصفر بجانب بعضها البعض يعني بأنه سيتم وضع برميل أزرق في هذه البقعة في المستقبل القريب. من أجل تثبيت نقطة ما، ينبغي أن يكون الفرق بين الأوتاد المغروسة ضمن مسافة ٥٠ سنتيمترا. إن بساطة هذه الأوتاد الثلاثة المغروسة في الأرض ترمز إلى عملية أعمق لناحية التفاوض والتعاون، فكل نقطة تم تثبيتها على طول الخط الأزرق تم الاتفاق عليها من قبل ممثلين عن الجانبين اللبناني والاسرائيلي.

جون مولوي، وهو أحد كبار مسؤولي اليونيفيل، يشرح عملية تعليم الخط الأزرق، ويقول: "عندما نبدأ عملية وضع برميل يتم ذلك بشكل دقيق وبالسنتيمترات، ولذلك يمكنكم أن تلاحظوا أنها عملية دقيقة جدا. ما وجدناه الآن بعد عشر سنوات من النجاح هو مستوى الاحتراف العالي جدا من كل جانب، حيث يحضرون مع رسامي الخرائط لإجراء القياسات ويعملون مع اليونيفيل بطريقة مهنية للغاية".

تعلو الشمس سماء فصل الصيف، فيما تتابع الفرق التابعة لليونيفيل والجيش اللبناني العاملة على تعليم الخط الازرق عملها بسرعة وكفاءة من خلال عملية انجاز القياسات. يتم قياس إحداثيات نقطتين أمام رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء مايكل بيري، حيث انضم الى فريق العمل في النقطة التالية القريبة من ضريح الشيخ العباد في بلدة حولا الجنوبية.

يشاهد اللواء بيري فريقي اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية وهما يعملان بعناية على قياس إحداثياتهما والتحقق منها ووضع العلامة عليها. يقول إن وضع العلامات المرئية على الخط الأزرق "مهم للغاية" لأنها بمثابة إشارة يستند اليها كلا الطرفين، وكذلك السكان الذين يعيشون على طول الحدود، بحيث يمكنهم رؤية خط الانسحاب.

ويتابع بالقول: "يدعم كلا الطرفين هذه العملية، فهي قضية استراتيجية وعلينا مواصلة العمل على وضع العلامات المرئية على الخط الأزرق". ويضيف: "الهدف هو مواصلة العمل مع كلا الطرفين للحصول على خط مرئي كامل مع علامات مرئية بحيث يكون باستطاعة الجميع ان يروا اين يقع خط الانسحاب من أجل منع أي عبور غير مقصود للحدود".

من ناحيته، يختم العميد مراد حديثه بالقول: "ان قرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١ يركّز إلى حد كبير على الخط الأزرق، وعملية وضع العلامات المرئية على طول الخط الأزرق هي مرحلة أساسية نحو تحقيق الهدف النهائي للقرار ١٧٠١، ألا وهو الانتقال من وقف الأعمال العدائية إلى وقف دائم لاطلاق النار".
 
معلومات أساسية عن الخط الأزرق:
إن خط  الانسحاب، أو كما هو معروف "بالخط الأزرق"، والذي يبلغ طوله ١٢٠ كيلومتراً، تم  وضعه من قبل الأمم المتحدة في العام ٢٠٠٠ لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. وخلال أحد الاجتماعات الثلاثية في العام ٢٠٠٧، اتفق الطرفان على وضع علامات مرئية على الخط الأزرق على الأرض.

ومن المهم الإشارة إلى أن الخط الأزرق لا يمثل بأي شكل من الأشكال حدوداً دولية ولا يخلّ بأي اتفاقات حدودية مستقبلاً بين لبنان وإسرائيل. إن عملية وضع العلامات المرئية على طول الخط الأزرق هي مشروع ثلاثي مستمر من أجل تعزيز الثقة المتبادلة وتخفيف التوترات. كما تسهم البراميل الزرقاء بشكل مباشر في حفظ أمن السكان الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق من خلال منع أي عبور غير مقصود للحدود.

وحتى تاريخه، قامت اليونيفيل بالتنسيق مع الاطراف المعنية بقياس ٢٨٢ نقطة وتثبيت ٢٦٨ برميلاً على الخط الأزرق.

 

-----------------------------------------------------------------
مقال: إيفن أوسوليفان
كاميرا فيديو: محمد حمزة، إيفن أوسوليفان
محرر فيديو: سوزان بدرالدين، إيفن أوسوليفان
صورة: باسكال غوريز
-----------------------------------------------------------------