أطفال الجنوب يستكشفون تصاميم طي الورق
كثيرون تعلّموا في صغرهم كيفية طيّ الورق وتحويله إلى طائرة شراعية يدفعون بها في كلّ اتجاه بلا انقطاع. في اليابان، يُعرَف فن طي الورق بالأوريغامي، وهو فن ليس مسلياً فحسب بل هو مفيد جداً أيضاً.
نظّم مكتب الشؤون المدنية في اليونيفيل بالتعاون مع جمعية "الكل واحد" التي تعنى بنشر الثقافة اليابانية في لبنان سلسلة دورات تعليمية عن فن طي الورق. عُقِدَت ورشة العمل الأولى في أوائل تشرين الثاني ٢٠١٥ في مؤسسات الإمام الصدر في صور. وتراوحت أعمار الأطفال الذين استفادوا من هذا النشاط بين ثمانية وثلاثة عشر سنة، وبعضهم مّمن يواجهون صعوبات في التعلّم.
في البدء، قدّمت مديرة الأنشطة الثقافية في منظمة "الكل واحد" تدريباً للمدرّسين حول أسس الأوريغامي، لكي يتبعه تعليم هذا الفن للتلاميذ. أشارت قائلةً: "أودّ ببساطة أن أشارك الناس في لبنان ما أعرفه." وأضافت: "في أيامنا هذه، غالباً ما يستخدم الأطفال أجهزة الكمبيوتر، ومن الجيد أن يعملوا بأيديهم بدلاً عن ذلك."
تتألف كلمة أوريغامي من كلمتين يابانيتين – "أوري" (المطوي) و"غامي" (الورق). طيّ الورق هو نوع من العلاج بالفن كونه يقوّي عضات اليدين ويساعد الأطفال على تطوير مهارات حركية جيدة، كما بإمكانه أن يساعد على إعادة تأهيل أولئك المصابين في أيديهم بحوادث والتهابات المفاصل وغيرها.
الخيارات في الأوريغامي هائلة، وبعض التصاميم سهلة إلى حدّ يمكن إنجازها بثلاث خطوات، بينما يمكن لغيرها أن تتطلب حتى ثمانٍ وثمانين طيّة! في الماضي، كان محاربو الساموراي في اليابان يهدون بعضهم البعض ما يعرف بالـ"نوشي". كانت هذه الورقة المطوية مع شريط من السمك المجفف تعتبر أنها تجلب الحظ.
يقول موظف الشؤون المدنية في اليونيفيل حبيب عزيز: "الهدف الأساسي من ورشة العمل هو تحسين قدرات الأطفال وإبداعهم من خلال طي الأوراق في عدة أشكال."
وكان عالم الرياضيات والفيزياء الأمريكي مارتن دايفد كروسكال يقول: "يساعد الأوريغامي في دراسة الرياضيات والعلوم بعدة أشكال... باستخدام طي الورق، بإمكان أيّ كان أن يصبح عالم تجارب من دون أي مجهود إضافي."
بالنسبة لبعض المعالجين، بإمكان فن الأوريغامي أن يساعد أولئك الذين يعانون من ضعف في احترام الذات أو من تخوف أو من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو من التوحد أو التخلف الذهني وغيرها من الحالات النفسية. أما الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، فقد وجدوا أنّ فنّ طيّ الورق يمنحهم الأمل، كما أنه يمكنه أن يساعدهم كثيراً في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والتخفيف من التوتر والإجهاد كما في تعليمهم مهارات أخرى.
كانت القاعة في مؤسسات الإمام الصدر تعجّ بالفرح فيما كان الأطفال يحوّلون الورق بين أيديهم إلى فراشات وهررة وأرانب، وغيرها من الأشكال. تقول مدرّسة اللغة الإنكليزية داليا عجمي: "أكثر ما يهمني أنني رأيت الابتسامة على وجوههم."
تقول أسطورة قديمة إنّك إن طويت ألف طائر كركي تحصل على أمنية. على الأطفال الجنوبيين أن يترقبوا بعض الجلسات المقبلة الممتعة من طيّ الورق في مختلف أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل. بعدئذ، سيحصلون بدورهم على المهارات التي تخوّلهم طيّ ألف طائر وتحقيق أمنيتهم الخاصة.
----------------------------------------------------------------
مقال: رانيا حرب
محرر فيديو: سوزان بدرالدين
كاميرا فيديو: سوزان بدرالدين
صورة: باسكال غ. ماركوس
----------------------------------------------------------------