قوات حفظ السلام الغانيّة: إبقاء علم الأمم المتحدة يرفرف عالياً رغم الأزمة

جنود حفظ السلام الغانيون في قاعدتهم الرئيسية في بلدة القوزح، جنوب لبنان. (صورة: حيدر فحص/اليونيفيل)

قائد الكتيبة الغانية المقدم فرانك أجيمان (من اليسار)، والنقيب سيلفيا أبجينيو من مكتب التعاون العسكري والمدني، يزوران الشقيقتين نزهة نجم (الثانية من اليسار) وتيريز في مقر إقامتهما في القوزح، جنوب لبنان. (صورة: حيدر فحص/اليونيفيل)

قائد الكتيبة الغانية المقدم فرانك أجيمان يجري مقابلة في مكتبه. (صورة: حيدر فحص/اليونيفيل)

جندي حفظ سلام من الكتينة الغانية يجري مسح للمنطقة القريبة من بلدة القوزح، بينما يتصاعد الدخان من مسافة بعيدة نتيجة لنيران المدفعية. (صورة: حيدر فحص/اليونيفيل)

previous next
30 أبريل 2024

قوات حفظ السلام الغانيّة: إبقاء علم الأمم المتحدة يرفرف عالياً رغم الأزمة

إن حفظ السلام وسط عمليات تبادل إطلاق النار اليومية – التي يتعرّض فيها حفظة السلام أحياناً لضربات مباشرة - يمكن أن يكون مهمة شاقّة.

لكن حفظة السلام الغانيين هم من بين أكثر من 10,000 جندي، رجالاً ونساءً، من قوات اليونيفيل الذين يواصلون الحفاظ على علم الأمم المتحدة عالياً من خلال العمل في منطقة تعدّ واحدة من أكثر المناطق تضرراً والمهجورة إلى حدّ كبير.

يتطلب الوصول إلى مركز جنود حفظ السلام الغانيين في بلدة القوزح، في جنوب غربي لبنان، بعض المثابرة. الطريق نفسه عبارة عن مسار من الدمار، يتعرّج عبر بعض القرى الأكثر تضرراً منذ اندلاع أعمال العنف عبر الخط الأزرق في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهذه القرى هي: علما الشعب والضهيرة ويارين والبستان.

في الانتظار خارج القاعدة الرئيسية للكتيبة الغانية المقدم فرانك أجيمان، قائد الكتيبة، الذي يرسم صورة واقعية للمنطقة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

يقول المقدم أجيمان: "لقد رأينا الأحياء التي نعيش ونعمل فيها - حيث اعتدنا أن نتوقف ونتفاعل ومع الناس ونطمئنهم ونمنحهم الأمل - متضررة ومدمرة. معظم السكان الذين اعتدنا رؤيتهم والتحدّث معهم غادروا الآن. لقد هجروا جميعهم قراهم، باستثناء قرية واحدة على الأرجح، وهي رميش".

وعلى الرغم من كل التحدّيات والمخاطر الحقيقية، فإن قوات حفظ السلام الغانية موجودة في مواقعها وعلى الأرض وتقوم بمهامها من خلال التكيّف مع الوضع الجديد. ويقول المقدم أجيمان إن قاعدته تعرّضت للقصف عدة مرات، مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات. وفي إحدى الحوادث، أصيب أحد أفراد حفظ السلام الغانيين برصاصة في أسفل بطنه.

ويضيف: "بسبب الغارات الجويّة والقصف المستمر من شمال وجنوب الخط الأزرق، تتقطع بعض أنشطتنا العملياتية وتحركاتنا الأخرى كل يوم تقريباً. علاوة على ذلك، تعطلّت مشاركتنا المجتمعية مع سكان المنطقة والمخاتير ورؤساء البلديات بشكل كبير".

مساعدة أختين بقيتا في قرية مهجورة

بلدة القوزح، التي تبعد ثلاث كيلومترات فقط عن أقرب نقطة على الخط الأزرق، تبدو شبه مهجورة، حيث توجهّ جميع سكان البلدة المسجلين والبالغ عددهم حوالي 2000 نسمة إلى أماكن أكثر أماناً.

ووسط هذا الفراغ، ترفض امرأتان مسنتان، نزهة نجم وشقيقتها تيريز، اللتان تعيشان بالقرب من قاعدة اليونيفيل، بشدة مغادرة منزلهما.

ويقوم المقدم أجيمان، إلى جانب حفظة السلام الآخرين، بزيارات منتظمة إلى أماكن إقامتهما لتأمين سلامتهما والاطلاع على احتياجاتهما. وقد قام حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة بتزويدهما بالسخانات والإمدادات الطبية والغذائية، كما قاموا بتمديد كابلات كهربائية في منزلهما.

تقول نزهة: "لقد غادر جميع سكان البلدة، لكنني بقيت مع أختي، ولن نترك منزلنا. هناك شخص بقي في البلدة، يأخذني مرة واحدة في الأسبوع إلى بلدة رميش لإحضار كل الأشياء التي نحتاجها".

والمقدم أجيمان فخور بالعمل الذي قام به النساء والرجال من العسكريين في كتيبته.

ويتابع: "إن المشاركة في اليونيفيل هي بمثابة امتياز، حيث نسير على خطى جنود حفظ السلام الغانيين السابقين ونساهم في إحلال السلام في لبنان. إن رفع العلم الغاني وعلم الأمم المتحدة يغرس في داخلي شعوراً بالفخر والاعتزاز. أتمنى أن تنتهي معاناة الناس الطويلة في جنوب لبنان، وأن يتم تمهيد الطريق للحلّ الدبلوماسي والسياسي قريباً".

تجدر الإشارة الى أن غانا هي واحدة من أقدم الدول المساهمة بقوات حفظ سلام، حيث تشارك حالياً بأكثر من 870 جندياً. وكان أول رئيس وقائد عام لليونيفيل غانياً أيضاً، وهو الجنرال الراحل إيمانويل إرسكين، الذي كان على رأس اليونيفيل منذ تأسيسها في آذار/ مارس 1978 وحتى شباط/ فبراير 1981.

----------

يمكنكم أيضاً الاستماع إلى البرنامج الإذاعي لليونيفيل عن هذه الزيارة إلى قاعدة اليونيفيل في بلدة القوزح، جنوب غربي لبنان