يسود في المكان جو من الترقب حيث تتواجد مجموعة من ستة جنود مرابضين بصمت خارج المبنى واسلحتهم في وضعية الاستعداد. ثلاثة من الجنود هم من الجيش اللبناني والثلاثة  الآخرون هم من قوات حفظ السلام في الكتيبة الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل. عند تلقي الإشارة يتوجب على جنود الجيش اللبناني الثلاث التقدم نحو الباب. عند سماع همس رقم ثلاثة على احدهم خلع الباب بضربة واحدة، وعلى الفور ثلاثة منهم يدخلون الغرفة و يتحققون من كونها آمنة. بمجرد تأكيد أنها آمنة يتقدم الجنود الفرنسيون الثلاث الى المبنى و يجري تأمين الغرفة المجاورة.

هذا التمرين القتالي في المناطق المأهولة هو جزء من التدريب المشترك بين اليونيفيل والجيش اللبناني.

في فترة الاستراحة بين التدريبات المتكررة ، يوضح الملازم ثاني سامر هرار من الجيش اللبناني :"إننا في فوج التدخل الخامس قد جئنا إلى هنا للتدرب مع الفرقة الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل على تنفيذ المداهمات لتأمين المنازل و الطرقات. وهذا التدريب يساعدنا كثيرا عندما ندخل المنازل لانقاذ الرهائن اذا كانوا محتجزين في الداخل، وإلقاء القبض على الإرهابيين في أي مكان كانوا، سواء داخل البيوت أو في المناطق الوعرة."

تظهر خلفه مجموعة مختلطة من الجنود اللبنانيين والفرنسيين يناقشون امور متصلة بالتدريب فيبتسم الملازم ثاني هرار وهو يشاهد هذا التفاعل المتبادل، ويضيف، "هم يدرسونا شي نظري ونحن ايضاً درسنا شي عملي. هذا يعني أنهم يكتسبون ايضا من خبراتنا التي نحن طبقناها على الأرض ".

إن هذا التدريب  القتالي في المناطق المأهولة هو جزء من تدريب مشترك بين الجيش اللبناني والوحدة الفرنسية في اليونيفيل يمتد لأسبوع ، حيث تغطي دورة تدريبية أخرى صيانة المركبات. يقول الملازم أول خليل الحاج دياب من الجيش اللبناني ، "بالتأكيد، عندما نعود إلى مواقعنا  سنتشارك مع زملائنا  هذه الخبرة التي اكتسبناها و سندرب جنودنا بطريقة أفضل."

في العام ٢٠٠٦ أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم ١٧٠١ لتعزيز السلام والاستقرار في جنوب لبنان. أحد الجوانب الرئيسية لهذا القرار هو أن تقوم اليونيفيل بدعم عمليات القوات المسلحة اللبنانية (الجيش اللبناني) في جنوب لبنان، والتدريبات المشتركة كهذا التدريب تعزز قدرة كل من القوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل معاً.

--------------------------------------------------------------------
مقال: إيفن أوسوليفان
محرر فيديو: سوزان بدر الدين، إيفن أوسوليفان
كاميرا فيديو: محمد حمزة، إيفن أوسوليفان
صورة: باسكال غوريز
--------------------------------------------------------------------