"إنتابني القلق للغاية خوفاً من أن أترك لبنان قبل أن يتسنى لي رؤية جدّي وجدتي وقراءة سورة الفاتحة على أضرحة أقاربي"، يقول العريف ياسر شميس وهو جندي حفظ سلام في الكتيبة الفرنسية العاملة في نطاق اليونيفيل.

عاد ياسر الى لبنان، وذلك بعد زيارته الأخيرة إلى جنوب لبنان في العام ٢٠٠٦، وباشر بزيارة أضرحة اقاربه في بلدة الناقورة الجنوبية.

ولد العريف ياسر في أبيدجان من أب لبناني وأم فرنسية - لبنانية، وبذلك يمكن القول ان ياسر هو مثال نموذجي على الإغتراب اللبناني.

أثناء غيابه عن بلده الام، تغيّر الكثير من الأمور، حيث توفي العديد من أفراد عائلته الكبيرة.

خلال زيارته جبّانة الناقورة مع جده وجدته، تحدث ياسر عن هذه اللحظات بكثير من المشاعر الجياشة، قائلاً: "لقد تأثرت للغاية لرؤية ضريح جدتي. تركتها عندما كنت صغيراً جداً ولطالما سألت أخي عن أخبارها ".

يخدم العريف ياسر حالياً في القاعدة الفرنسية ٩-١ الكائنة في بلدة دير كيفا الجنوبية مع قوة الاحتياط التابعة للقائد العام وذلك في اطار مهمته في اليونيفيل لمدة ستة أشهر.

في هذا السياق، أشار رئيس بلدية الناقورة السيد محمود مهدي الى أن عدة جنود في قوات حفظ السلام الفرنسية في جنوب لبنان يتحدرون من جذور لبنانية وياسر هو أحد هؤلاء الجنود.

غير أنه تابع قائلاً: "لا يهم ما هي الجنسية التي يحملها اللبنانيون، لأنهم دائماً يتوقون للعودة الى الجذور."

انضم العريف ياسر شميس الى الجيش الفرنسي في عام ٢٠٠٩ وقد حالفه الحظ بأن يأتي إلى لبنان في أيلول ٢٠١٤ في عداد قوة حفظ السلام الفرنسية لدعم بلاده في تحقيق السلام والاستقرار.